أثر إستخدام إنموذجي سكمان ورايجلوث في التفكير الاستدلالي والتحصيل العلمي لدى طلاب الصف الخامس العلمي في مادة الفيزياء

بيانات الملخص الأولية
الملخص

يتميز هذا العصر على ما سبقه من عصور بالتقدم الهائل في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتفجر المعرفة وسرعة انتقالها وتداولها، واتساع ابعاد الحضارة البشرية وتطورها بشكل لم يسبق له نظير في تاريخ الامم، لذلك اصبح من الضروري ان تقوم النظم التعليمية وان يعاد النظر في اساليبها ومضامينها للتعرف على ما امكن تحقيقه من اهداف بالتنمية الفردية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، حيث ثبت بما لا يدع الشك قصور النظم التعليمية بمراحلها التقليدية عن بلوغ الغايات التي تبعتها المجتمعات وعلى الاخص النامية منها، وثم اصبحت مراجعة هيكل التعليم ومحتواه حتمياً يجتازه الثغرة القائمة بينه وبين اهداف التنمية.
يؤكد المربين بان هناك مشكلة تشغل جميع من له علاقة بالتربية والتعليم تتمثل في انخفاض مستوى تحصيل الطلبة في التعليم النظامي نتيجة استخدام الاساليب القديمة في التدريس والقائمة على التلقين وحفظ المعلومات، مما يدعوا الى البحث عن اساليب تدريسية بديلة ومما يؤكد ذلك بعض الدراسات والبحوث التي تناولت هذا الموضوع، فقد اظهرت الدراسة التي اوعزت وزارة التربية باجرائها لبيان اسباب انخفاض نسب النجاح في المدارس الثانوية والاعدادية بفرعيها العلمي والادبي والتي شملت (28) اختصاصياً تربوياً، (30) مديراً، (195) مدرساً، و (368) طالباً وطالبة. فقد اكد نسبة 93% من المشرفين ومدراء المدارس ونسبة 70% من الطلبة على عدم كفاية المدرس ومقصوره في عرض الدرس. وهناك مشكلة اخرى وهي ان البعض يرى انه لا توجد عند طلاب المدرسة الثانوية القدرة على ممارسة مهارات التفكير الاستدلالي ومهارات الاستقصاء وحل المشكلات وهذه المشكلة اكد عليها الكثير من التربويين، ففي ندوة خبراء توحيد اهداف التعليم والاسس العامة للمناهج (1980) والتي اقامها مكتب التربية العربي لدول الخليج تم التاكيد على ضرورة مساعدة التربية للافراد وتدريبهم على الاسلوب العلمي في التفكير وتنمية قدراتهم على التحديد والابتكار واوصى المؤتمر التربوي النوعي الحادي عشر المنعقد في بغداد للمدة من (14-17 كانون الاول، 1985) في مجال المناهج بضرورة الاهتمام بوسائل اكتساب المعرفة اكثر من المعرفة ذاتها، والتاكيد على تعليم المتعلم كيف يتعلم وكيف يفكر تفكيراً علمياً.
وفي ضوء ما تقدم ذكره، ونتيجة للتطورات الحديثة في تدريس العلوم بصورة عامة والفيزياء بصورة خاصة، انبثقت طرائق عديدة تبحث في كيفية التعليم والتعلم عبر المستويات التعليمية المختلفة، ومن خلال عمل الباحث في عملية التدريس في المرحلة الثانوية لاحظ ان اغلب الطلاب يعانون من فهم كثير من المفاهيم الفيزياء واستيعابها بسهولة ويسر وبالاخص طلاب الصف الخامس العلمي ، مما يؤدي الى تدني مستوى التحصيل لدى الطلبة وبالتالي العزوف عن دراستها مستقبلاً، فضلاً عن ضعف قابلياتهم على استخدام التفكير الاستدلالي في مواجهة المواقف الحياتية والدراسية، وعدم استطاعتهم تفسير الطبيعة بالاستدلال على اسبابها وعللها، فلذا يتطلب واقع التعليم في المرحلة الثانوية البحث عن اساليب تدريسية حديثة ومناسبة من اجل النهوض بالتعليم الثانوي في العراق نحو الافضل ومن هذه الاساليب الحديثة استخدام النماذج التدريسية حيث تم اختيار نموذجين من هذه النماذج وتطبيقهما في البيئة العراقية.
اهمية البحث والحاجة اليه:
يمكن ايجاز اهمية البحث بما ياتي:
1. تكمن اهمية هذا البحث من حيث اتخاذه علم الفيزياء كمادة علمية والمرحلة الاعدادية مجالاً للتطبيق، حيث ان مادة الفيزياء من العلوم الطبيعية الاساسية وله الدور الكبير في تطوير قدرات الطلبة وتزويدهم بثقافة علمية، وان المرحلة الاعدادية هي حلقة الوصل بين ما درسه الطالب في المراحل الدراسية السابقة والمرحلة الجامعية.
2. يكتسب البحث اهميته باستهدافه تنمية التفكير الاستدلالي ورفع التحصيل العلمي لدى الطلبة باعتبارهما هدفان اساسيان من اهداف تدريس العلوم، اذ ستكشف البحث الحالي عن احد السبل الفعالة لتحقيقهما.
3. تاتي اهمية البحث من حيث اعداد الباحث لاول اختبار للتفكير الاستدلالي في مادة الفيزياء للمرحلة الاعدادية، اذ لم يكن هناك اختبار مسبق في هذا المجال على حد علم الباحث.
4. حدوث التطورات العلمية سابقاًوحاضراً، والتغييرات الكبيرة في كثير من مناحي الحياة ومجالاتها في الوقت الحاضر والمستقبل تدفع العاملين في مجال المناهج وطرائق التدريس واساليبها واستراتيجياتها الى البحث في سبل اكثر فاعلية في عملية التعليم لرفع عملية التطوير والمساهمة في اعداد الفرد للحياة المستقبلية ولا سيما في المجال التعليمي الذي يعتبر الاساس في بناء المجتمع الحديث على قاعدة علمية سليمة.
5. يتسم النظام التربوي في كثير من الاقطار العربية من مواطن ضعف وتخلف وياتي في مقدمة هذا الضعف والتخلف نوعية التعليم في هذه الاقطار حيث اصبح التعليم عاجزاً على مواكبة التطورات والتنمية التي تحدث في مجالات الحياة الاخرى لشعوب هذه الاقطار، لذا اصبحت الحاجة ملحة للاندفاع على العالم علمياً واستخدام التصاميم التعليمية ونماذجها في مجال التعليم في المراحل الدراسية المختلفة بصورة واقعية، حيث اصبح استخدام علم التصميم التعليمي ونماذج التصميم في الغرب امرا اعتياديا، وان دبلجة واستخدام هذا العلم اصبحت امرا ضرورياً بالنسبة للدول النامية التي تحاول احداث تطورات في سياستها التربوية وبالاخص في مجال التعليم المدرسي.
6. ان هذا البحث تكملة وتواصل للبحوث السابقة التي استخدمت بعض النماذج التدريسية وافكار منظرين تربويين مثل دايفيد اوزوبل (David Ausubel) وجيروم برونر (Jerome Bruner) وروبرت كانيه (Robert Gagne).
7. من المؤمل ان تساعد نتائج هذا البحث مدرسي الفيزياء والعاملين في مجال تطوير تدريس الفيزياء بصورة خاصة والعاملين في التخصصات الاخرى بصورة عامة.
8. من الممكن ان يستفيد المختصون في مجال تطوير وتطبيق المناهج التعليمية من نتائج هذا البحث وتطبيقها في اعداد وتدريب العاملين في الحقل التربوي على اسس علمية سليمة وفقا للاتجاهات الحديثة المتبعة في كثير من بلدان العالم.
9. ان استخدام النموذجين التدريسين المقترحان من قبل رايجلوث (Reigeluth) وسكمان (Suchman) لا يزالان في طور التجريب وان نتائجهما في دراستنا الحالية ستعزز المكتبة العراقية والعربية في مجال المناهج وطرائق تدريس الفيزياء.
10. يكتسب البحث اهمية من حيث عدم وجود دراسة تستخدم انموذجي سكمان ورايجلوث في مجال علم الفيزياء وتقارن بينهما.
11. اخيرا تتجلى اهمية البحث في الكشف عن اهمية استخدام النماذج التعليمية في تدريس موضوعات مهمة في الفيزياء المرحلة الاعدادية، وقد اختار الباحث عينة من طلبة الصف الخامس العلمي على اثر اتصاله بمدرسي المادة في هذه المرحلة، اذ ان المدرسين يواجهون صعوبة في تدريس هذه المواد لان هذه الموضوعات تكاد تكون مجردة وغير ملموسة مما يصعب على الطلبة الاحاطة بها وبقوانينها ومشاكلها، لذا ارتاى الباحث ان يقوم بهذا البحث عسى ان يكون عوناً لمدرسي الفيزياء وطلبة هذه المرحلة.

اهداف البحث
يهدف البحث الى معرفة اثر استخدام انموذجي سكمان ورايمولث في التفكير الاستدلالي والتحصيل العلمي لدى طلاب الصف الخامس العلمي في مادة الفيزياء وذلك من خلال التحقق من الفرضيات الصفرية الاتية:
الفرضية الصفرية الرئيسة الاولى:
1. لايوجد فرق ذي دلالة احصائية بين متوسطات درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعات الثلاث.
الفرضيات الفرعية:
1-1: لايوجد فرق ذي دلالة احصائية بين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة التجريبية الاولى التي تدرس باستخدام انموذج سكمان وبين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة التجريبية الثانية التي تدرس باستخدام انموذج رايجلوث.
1-2: لا يوجد فرق ذي دلالة احصائية بين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة التجريبية الاولى التي تدرس باستخدام انموذج سكمان وبين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة) التي تدرس بالطريقة الاعتيادية.
1-3: لايوجد فرق ذي دلالة احصائية بين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة التجريبية الثانية التي تدرس باستخدام انموذج رايجلوث وبين متوسط درجات التفكير الاستدلالي لطلاب المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة) التي تدرس بالطريقة الاعتيادية.
الفرضية الصفرية الرئيسة الثانية:
2. لايوجد فرق ذي دلالة احصائية بين متوسطات درجات التحصيل العلمي لمجموعات البحث الثلاث.
الفرضيات الفرعية:
2-1: لايوجد فرق ذو دلالة احصائية بين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة التجريبية الاولى التي تدرس باستخدام انموذج سكمان وبين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة التجريبية الثانية التي تدرس باستخدام انموذج رايجلوث.
2-2: لايوجد فرق ذو دلالة احصائية بين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة التجريبية الاولى التي تدرس باستخدام انموذج سكمان وبين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة) التي تدرس بالطريقة الاعتيادية.
2-3: لايوجد فرق ذو دلالة احصائية بين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة التجريبية الثانية التي تدرس باستخدام لنموذج رايجلوث وبين متوسط درجات التحصيل العلمي لطلاب المجموعة الثالثة (المجموعة الضابطة) التي تدرس بالطريقة الاعتيادية.
حدود البحث
يقتصر البحث الحالي على:
1. طلاب الصف الخامس العلمي في المدارس الاعدادية، والمرحلة الاعدادية في المدارس الثانوية في مركز محافظة نينوى- مدينة الموصل.
2. كتاب الفيزياء للصف الخامس العلمي، الطبعة الثامنة، 1999.
3. للعام الدراسي 2001-2002م.
ولتحقيق هدف البحث اختار الباحث عشوائياً عينة من مركز محافظة نينوى مدينة الموصل بلغ حجم العينة (99) طالباً من طلاب الصف الخامس العلمي في ثانوية الشهيد عدنان خير الله للبنين بواقع (33) طالباً لكل من المجموعتين التجربتين والمجموعة الضابطة كوفئت مجموعات البحث الثلاث في المتغيرات الآتية:
1. العمر الزمني (بالأشهر) 2. العمر العقلي (الذكاء) 3. التحصيل العام في مادة الفيزياء (المعرفة المسبقة) 4. التحصيل الدراسي للأبوين 5. التفكير الاستدلالي.
اعد الباحث اختبارات للتحصيل العلمي والتفكير الاستدلالي وتحقق من صدقهما وثباتهما ومعامل الصعوبة والتمييز لفقراتهما أضافة إلى فعالية البدائل الخاطئة لأسئلة الاختيار من متعدد.
طبقت التجربة يوم السبت 6/10/2001 وانتهى تطبيقها يوم الخميـس 25/4/2002، تم تطبيق أختبار التحصيل العلمي يوم السبت 4/5/2002 وأختبار التفكير الاستدلالي البعدي يوم الاحد 5/5/2002 بعد ذلك حللت النتائج واظهرت المعالجة الاحصائية بأستخدام تحليل التباين (ANOVA) وطريقة توكي (Tukey) في المقارنات المتعددة ما يأتي:
نتائج البحث
1. وجود فروق معنوية بين متوسطات درجات التفكير الاستدلالي في مجموعات البحث الثلاث (وبذلك رفضت الفرضية الصفرية الرئيسة الاولى) الاّ ان هذه الفروق لم تكن ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات التفكير الاستدلالي للمجموعة التجريبية الاولى التي درست باستخدام انموذج سكمان والمجموعة التجريبية الثانية التي درست باستخدام
انموذج رايجلوث. بينما كانت الفروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات التفكيـر الاستدلالي للمجموعة التجريبية الاولى التي درست باستخدام انموذج سكمان والمجموعة الضابطة التي درست بالطريقة الاعتيادية ولمصلحة المجموعة التجريبية الاولى. وكانت الفروق ذات دلالة احصائية ايضاً بين متوسطات درجات التفكير الاستدلالي للمجموعة التجريبية الثانية التي درست باستخدام انموذج رايجلوث والمجموعة الضابطة التي درست بالطريقة الاعتيادية ولمصلحة المجموعة التجريبية الثانية.
2. وجود فروق معنوية بين متوسطات درجات التحصيل العلمي بين مجموعات البحث الثلاث (وبذلك رفضت الفرضية الصفرية الرئيسة الثانية) الاّ ان هذه الفروق لم تكن ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات التحصيل العلمي للمجموعة التجريبية الاولى التي درست باستخدام انموذج سكمان والمجموعة التجريبية الثانية التي درست باستخدام
انموذج رايجلوث. ولم تكن الفروق ذات دلالة احصائية ايضاً بين متوسطات درجات التحصيل العلمي للمجموعة التجريبية الاولى التي درست باستخدام انموذج سكمان والمجموعة الضابطة التي درست بالطريقة الاعتيادية. بينما كانت الفروق ذات دلالة احصائية بين متوسطات درجات التحصيل العلمي للمجموعة التجريبية الثانية التي درست باستخدام انموذج رايجلوث والمجموعة الضابطة التي درست بالطريقة الاعتيادية ولمصلحة المجموعة التجريبية الثانية.
وفي ضوء نتائج البحث اوصى الباحث بتوصيات عدة منها:
ضرورة ادخال النماذج التدريسية وبضمنها انموذجي سكمان ورايجلوث في مفردات مقرر طرائق تدريس العلوم وحث المعلمين على الاهتمام بتعليم التفكير ولا سيما التفكير الاستدلالي.
اضافة إلى ذلك فقد اقترح الباحث اجراء بحوث اخرى لمعرفة اثر انموذجي سكمان ورايجلوث في متغيرات اخرى كالتفكير الابداعي والتفكير الناقد وعلى مراحل دراسية اخرى متخذاً متغير الجنس بنظر الاعتبار.