المسئولية الأمنية للجامعات ومراكز البحث العلمي

بيانات الملخص الأولية
الملخص

لأمن في اللغة نقيض الخوف يقول سبحانه وتعالى في سورة قريش آية (4) (وآمنهم من خوف) والأمن في الإسلام لا يقتصر على النواحي المادية وإنما يتجاوزها فيشمل الأمن على الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
ويقع الأمن في المرتبة الثانية من سلم أولويات الحاجات الضرورية لدى علماء النفس والاجتماع ويتسع مفهوم الأمن في وقتنا الحاضر ليشمل الأمن الثقافي ، والأمن الغذائي ، و الأمن الاقتصادي ، والأمن الاجتماعي ، والأمن العسكري ، والأمن الصحي، و الأمن الصناعي ، و الأمن البيئي ، و الأمن السياحي ، و الأمن المهني ، والأمن الوطني ، و الأمن الإقليمي ، والأمن الدولي ، وغيرها من المجالات الأمنية التي يتطلبها الفرد والمجتمع.
ومن أهم رسالات الجامعة بجانب التعليم والبحث العلمي وفي إطار خدمة المجتمع العناية بالثقافة وتحديدها ونشرها والعمل على تنميتها في المجتمعات. فالجامعات اليوم أصبحت تعيش مشكلات مجتمعها وتلعب دوراً بالغاً في حياة الأمم والشعوب على اختلاف مراحل تطورها الاقتصادي والاجتماعي. والجامعات كأي كيان اجتماعي يتأثر بالقوى والمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية ويؤثر فيها وهو الأمر الذي أستوجب على الجامعات ألا تقتصر رسالتها على الأهداف التقليدية في التعليم والبحث عن المعرفة من أجل العلم بل أصبحت أدوات المجتمع الأساسية التي تعني بتطوير العلم والمعرفة من أجل النهوض بتلك المجتمعات وحل مشاكلها وتحقيق حياة أفضل لأبنائها.فأصبح لها الدور الأساسي في تحقيق التنمية بكل أبعداها.
ولا شك أن من بين أهم القضايا الإستراتيجية التي تؤثر بشكل واضح على تنمية المجتمعات هي قضايا الأمن الوطني التي ارتبطت بالمجتمعات منذ نشأة الإنسان، إلا أن دور الجامعات ومراكز البحث العلمي في إجراء الأبحاث والدراسات المتعلقة بها لم تتبلور بشكل واضح إلا في بداية الخمسينات ميلادية من القرن الماضي.
حيث كان مفهوم الأمن الوطني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة مقتصراً على البعد العسكري, متمثلاً في ضمانات الحفاظ على الأسرار السياسية والحربية وتوفير القدرات اللازمة لحماية حدود البلاد والدفاع عنها. لكنه- سرعان ما أصبح يمثل أيضاً توفير الحماية الكاملة للوطن والمواطن في آن معاً ، ومن ثم فإنه يعني توفير الضمانات الكافية لحماية العقل والثقافة والهوية والقيم والخصوصيات المميزة للمجتمع بأسره. ولقد شهد العالم الغربي في أوروبا وفي أمريكا تطوراً كبيراً في أعداد ونوعية مراكز البحوث الإستراتيجية ولقد وعيت هذه الدول أهمية توظيف المعرفة والبحث العلمي في خدمة قضايا الأمن الوطني والإستراتيجي في المرحلة الحالية وذلك إقتناعاً منها بما لهذه القضايا من تأثيرات مباشرة على حياة واستقرار الأمن للأفراد.