65% فقط راضون عن خدمات مؤسسات حجاج الداخل
اصبحت الشكاوى من ارتفاع كلفة الحج بالنسبة لحجاج الداخل سمة عامة في السنوات الاخيرة مما دعا الكثيرين الى ضرورة اعادة النظر بها خاصة من ذوي الدخل المحدود الذين لديهم أسر ويودون أداء الفريضة.
في المقابل ترى المؤسسات ان ارتفاع التكلفة يرجع الى الحرص على تقديم خدمة بجودة عالية ترضي الحجاج بالاضافة الى ارتفاع الاجور واسعار المواد الخام.
وفي هذا الاطار دعت دراسة أجراها معهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج الى ضرورة قيام الجهات المختصة بوضع معايير وضوابط عامة لمستوى جودة الخدمات ومراقبة الجهات المختصة للمؤسسات الداخلية في تحديد المبالغ المطلوبة من الحجاج مقابل الخدمات المقدمة لهم وتفعيل دور المنافسة بين تلك المؤسسات لتقديم خدماتها بجودة اعلى وتكلفة اقل.
كما شددت على ضرورة تشكيل لجنة لمراقبة ومتابعة تقيد المؤسسات الداخلية والتزامها ببنود العقد المبرم بينها وبين الحجاج وفرض العقوبات الرادعة على المؤسسات التي تخل ببنود العقد وما اعلنت عنه من خدمات.واكدت الدراسة رضا 65% من الحجاج على الخدمات المقدمة من مؤسسات الداخل في حين اشار 19% الى ان مستوى الخدمة مقبول وعبر 9.5 من اجمالي العينة عن عدم رضاهم عن مستوى الخدمة المقدمة لهم من قبل المؤسسات وطالبت بالنظر بشكل مستمر في الاجراءات التنظيمية التي تتخذها الجهات المختصة باعمال الحج لتصحيح السلبيات التي قد تحدث في تلك الاجراءات ومحاولة تلافيها في المستقبل مشيرة الى اهمية اهتمام مؤسسات الداخل بمستوى الخدمات في جميع المراحل التي يمر بها الحاج اثناء تأديته للحج وليس الاهتمام بمرحلة دون اخرى.
كما دعت الى الاهتمام بتوعية افراد المجتمع بأهمية الدراسات الميدانية واهمية التعاون مع القائمين بها، وما لهذه الدراسات من آثار ايجابية على الافراد بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام.
واقترحت الدراسة انشاء شركة كبيرة او دمج مؤسسات الداخل في شركات مساهمة لكي تتمكن من اداء هذه الخدمة بشكل افضل مع ضرورة استخدام نظام محاسبي منظم وتوظيف محاسبين مؤهلين للقيام باعمال المحاسبة.
واكدت الدراسة التي شارك بها د.محمد بن فواز العميري باحث رئيسي ود.عبدالله الجابري ود.فهد عبدالله الشريف اهمية انشاء سوق متخصصة لخدمات الحج والعمرة.
وظهر تباين في وجهات النظر بين افراد العينة حول عدالة التكلفة التي يدفعونها للمؤسسات مقابل الخدمة التي يحصلون عليها، وبشكل عام فقد عبر 14.8% بعدم عدالة التكلفة مقابل الخدمة المقدمة و23.2% اشاروا الى انها مقبولة واشار 54.9% بانها عادلة.
وتبين من خلال الدراسة التطبيقية ان رضا الحاج عن التكلفة المدفوعة يتأثر بمجموعة عناصر الخدمة في مكة ويوم التروية وعرفة ومزدلفة وايام التشريق.
كما تبين ان اغلب مؤسسات حجاج الداخل لا تستخدم نظاماً محاسبياً دقيقاً، وذلك لقصر فترة نشاط هذه المؤسسات فهو موسمي. اما المؤسسات ذات الانشطة المتعددة او المتنوعة فان القليل منهم يستخدم نظاماً محاسبياً قديماً وبطريقة بدائية قائمة على الحدس والتخمين في حساب التكاليف.
واستعرضت الدراسة ابرز الاسباب المؤدية الى ارتفاع اسعار مؤسسات حجاج الداخل.؟
ارتفاع أسعار الخيام
أشار العديد من اصحاب مؤسسات حجاج الداخل الى ان السبب الرئيسي وراء ارتفاع اسعار مؤسساتهم هو ارتفاع الاسعار التي تفرضها وزارة الحج لتأجير الخيام في منى على المؤسسات . فبعد أن كانت الوزارة تقوم بتوزيع الاراضي في منى على مؤسسات الطوافة مجاناً، اصبحت بعد قيامها بمشروع الخيام المطورة تؤجدر تلك الخيام لمؤسسات الطوافة وباسعار تزداد باقتراب موقع الخيام من الجمرات، هذا بالاضافة الى محدودية الخيمة، حيث تبلغ مساحتها 16م2 وتتسع لعشرة حجاج فقط. وتلزم الوزارة صاحب المؤسسة بعدم زيادة عدد الحجاج في الخيمة الواحدة عن ذلك العدد.كما أشار بعض اصحاب مؤسسات حجاج الداخل الى ان ارتفاع اسعار الخيام في منى قد ادى الى انخفاض الطلب على خدمات مؤسساتهم وهذا مما يهدد مستقبل بعض تلك المؤسسات بالخروج من سوق العمل.
كثرة الرسوم المفروضة
تبين ان وزارة الحج تطالب مؤسسات حجاج الداخل بالعديد من الرسوم لتمكين صاحب المؤسسة من مزاولة العمل، ومع كثرة الرسوم والالتزامات المطلوبة صرح بعض اصحاب مؤسسات حجاج الداخل الى اضطرارهم لادخال شركاء معهم للتمكن من تحمل اعباء تلك الرسوم.
ارتفاع الأجور والرواتب
تبين ان مؤسسات حجاج الداخل تقوم بتوظيف العديد من الاداريين والعمال لكي تستطيع القيام بكافة مسؤوليتها وتوفير كافة الخدمات المطلوبة منها، مما يؤدي الى زيادة الطلب على الايدي العاملة خلال موسم الحج وبالتالي ارتفاع اجور الموظفين والعمال.
كثرة الطلب وقلة العرض
من ضمن العوامل الرئيسية لارتفاع اسعار مؤسسات حجاج الداخل اختلال التوازن بين الطلب والعرض، حيث ان عدد الراغبين في اداء فريضة الحج من داخل المملكة في تزايد مستمر نظراً لتوفر وسائل النقل السريعة والمريحة، في حين ان المعروض من المؤسسات العاملة في هذا المجال عدد محدود لا يتناسب مع حجم الطلب المتزايد اضافة الى خروج بعض المؤسسات من سوق العمل بسبب زيادة الأعباء وكثرة الرسوم والتكاليف.
زيادة الوسطاء والسماسرة
من ضمن العوامل المؤدية الى ارتفاع اسعار مؤسسات حجاج الداخل وجود وسطاء وسماسرة بين صاحب المؤسسة والحجاج مما يؤدي الى زيادة التكلفة، فمن المعلوم ان تعدد الوسطاء والسماسرة بين البائع (صاحب المؤسسة) والمستهلك (الحاج) يعمل على ارتفاع تكاليف تسويق السلعة او الخدمة، وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان الوسطاء والسماسرة من اهم اسباب ارتفاع التكاليف التسويقية لمحاولة كل منهم الحصول على اقصى ربح ممكن، خاصة عند كثرة عددهم وقلة الخدمات التي يقدمونها للمستهلك.
التوسع في مجال الدعاية
تسعى مؤسسة حجاج الداخل كغيرها من المؤسسات للتعريف بخدماتها ونشاطاتها في مجال الحج والعمرة والسياحة الدينية واظهار امكانيات وحجم المؤسسة لاستقطاب اكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين للتعامل مع المؤسسة.
ومن ضمن الاجراءات التي تساعد على الحد من ارتفاع سعر الخدمة اداء فريضة الحج العمل على ايجاد سوق متخصصة لتقديم هذه الخدمة، لكي يسهل على الجهات المختصة المراقبة والاشراف على المؤسسات التي تقدم هذه الخدمة من ناحية، ولكن يسهل على الحاج الحصول على افضل الخدمات وباحسن الاسعار من خلال هذه السوق من ناحية اخرى,. كما ان من شأن هذه السوق ان تزيد من عملية المنافسة بين مؤسسات حجاج الداخل لجذب العملاء والتعاقد مع اكبر عدد منهم، وسيترتب على ذلك بالطبع تحسين كل مؤسسة لمستوى خدماتها ومحاولة تخفيض اسعارها.
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=140365
رد مع اقتباس