النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: التساؤلات والفرضيات ج1

  1. #1

    افتراضي التساؤلات والفرضيات ج1

    قراءة في مسألة استخدام التساؤلات والفرضيات

    ومتى يجمع بينهم
    ا[1]



    أولاً: حان الوقت لاستبدال مصطلح "فرضيات" بمصطلح "فروض"، وهو اتجاه يتبناه بعض أساتذة العلوم الاجتماعية في الجامعات العربية، ومستخدم أصلاً في العلوم التطبيقية.
    يرى الدكتور "ماهر العيساوي" الأستاذ بالجامعة المستنصرية ببغداد أنه من الأصح في مجال البحث العلمي استخدام مصطلح "الفرضيات" بدلاً من "الفروض"، فالفروض في رأيه من الواجبات والطاعات، أما الفرضيات فتعني التخمينات أو الاستنتاجات.
    رجعت إلى معنى "الفرض" في "مختار الصحاح"، فوجدت أنه يؤيد ما ذهب إليه الدكتور "العيساوي" من أن الفرض هو ما أوجبه الله تعالى على عباده، وسُمي بذلك؛ لأن له معالم وحدودًا؛ قال تعالى: ﴿ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 118]؛ أي: مقتطعًا محدودًا.
    رجعت إلى قاموس المعاني فوجدت أن "الفرضية" تعني: "رأي علميّ لم يثبت بعد، أو افتراض على سبيل الجدل"، أو فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية أو حل مسألة، كما أنه وجدت أن مصطلح "الفرضية" يستخدم كذلك في علم الاقتصاد وعلم السياسة، وحتى علوم الحاسب ونظم المعلومات.
    ثانيًا: يقتضي الأمر التفريق بين الفرضيات Hypothesis والافتراضات Assumptions في البحث العلمي ومتى تتحول الافتراضات إلى فرضيات.
    تكون الفرضيات عادة قابلة للصدق أو الكذب، بينما الافتراضات هي مسلمات البحث، وتعرف بأنها قضية مسلم بها تستخدم للبرهنة على قضية أخرى، أو ما يجب أن يسلم بصحتها كل من الباحث والقارئ؛ لأنها لا تتعارض مع الحقائق العلمية في مجال البحث، ولا تحتاج إلى أدلة أو براهين تدلل على صحتها، مثلما هو الحال مع الفرضيات، وإذا احتاجت الافتراضات إلى براهين وأدلة لإثبات صحتها، فإنها تتحول في هذه الحالة إلى فرضيات، وبالتالي لا يمكن أن نطلق عليها افتراضات.
    ثالثًا: يخلط بعض الباحثين بين التساؤلات والفرضيات العلمية عند صياغة المشكلة البحثية، ومن هنا كان من الضروري تحديد التفرقة بينهما، ومتى يمكن جمعهما معًا، وتوصل أساتذة المناهج والبحث العلمي إلى القواعد الآتية:1- التساؤلات والفرضيات البحثية مصممتان في الأصل لتحقيق أهداف مختلفة.
    2- على الرغم من أن بعض الرسائل العلمية تجمع بين التساؤلات والفرضيات، فإن هذا ليس هو الحال دائمًا.
    3- تعتبر صياغة الفرضيات خطوة منهجية، ولكنها ليست ملزمة في جميع الحالات؛ لأن المشكلة البحثية قد تستهدف الإجابة على عدد من التساؤلات البحثية التي تتفرع عن المشكلة، دون حاجة لاختبار العلاقات وتجريبها، مثال ذلك أن المسوح الوصفية لا تحتاج إلى صياغة فرضيات علمية بينما الدراسات التجريبية وشبه التجريبية التي تستهدف وصف واختبار العلاقات السببية، تتطلب صياغة فرضيات علمية.
    4- الفرضيات هي إجابة مؤقتة عن الأسئلة البحثية التي تطرحها مشكلة ما، وهناك حالتان لهذه الفرضيات: الحالة الساكنة والحالة الديناميكية، تتميز الحالة الأولى بعدم وجود علاقات بين الظاهرة قيد البحث وغيرها من الظواهر الأخرى، وهذه الحالة لا تحتاج إلى صياغة فرضيات علمية، ويُكتفى فيها بالتساؤلات، أما في الحالة الثانية وهي الحالة الديناميكية - أي حالة وجود علاقات - فإن الأمر يحتاج إلى صياغة هذه الفرضيات.
    5- يتوقف الخيار بين صياغة الفرضيات العلمية وطرح التساؤلات على عدد من الاعتبارات يمكن إيجازها فيما يلي:أ- طبيعة المشكلة أو الظاهرة البحثية وأهدافها، فالدراسات التي تستهدف الكشف عن السمات والخصائص أو التعرف على ظاهرة ما، يمكن الاكتفاء فيها بالتساؤلات التي تفيد الإجابة عليها تحقيق أهداف الدراسة، أما الدراسات التي تستهدف وصف العلاقات بين العناصر في إطار علاقات فرضية يستهدف البحث اختبارها أو على الأقل وصف هذه العلاقات، ففي هذه الحالة يتطلب الأمر صياغة فرضيات علمية.
    ب- تعدد المتغيرات الحاكمة في المشكلة أو الظاهرة البحثية مع ظهور تفسيرات أولية لعلاقات تبعية أو تأثير هذه المتغيرات وبعضها.
    ج- وفرة البيانات والحقائق، وكفاية الإطار النظري والأدبيات العلمية التي تسمح بالاستقراء أو الاستدلال عن وجود العلاقات بين المتغيرات أو غيابها.
    7- هناك ثلاث قواعد تحكم مسألة الجمع بين التساؤلات والفرضيات وهي على النحو التالي:أ- إذا رأى الباحث أن التساؤلات ليست إلا تكرارًا للفرضيات، فمن الأفضل هنا أن يستخدم الباحث واحدة منهما، إما التساؤلات وإما الفرضيات، مع تفضيل استخدام الفرضيات.
    ب- إذا كانت الفرضيات متعددة ومبنية على سؤال بحثي واحد، فمن الأفضل هنا الجمع بينهما، فإذا كان أحد الباحثين يدرس ظاهرة البلطجة، وكان سؤاله الرئيس يدور حول ماهية البلطجة وخصائصها وأسبابها، وكانت الفرضيات تدور حول العلاقة بين البلطجة وانخفاض المستوى الاجتماعي والاقتصادي، أو بين البلطجة وانخفاض المستوى التعليمي، وغير ذلك من المتغيرات، فيفضل هنا الجمع بين التساؤلات والفرضيات.
    ج- إذا فضل الباحث استخدام الفرضيات بدلاً من التساؤلات أو أراد إضافتها إليها، فعليه أن يكتب كلاًّ منهما بطريقة مختلفة عن الأخرى، لكن عليه أن يراعي تحديد نوعية التساؤلات وذلك على النحو التالي:1- التساؤلات الوصفية؛ مثل: ما هي المشكلات التي تعاني منها الأسرة الريفية؟ أو ما هي اتجاهات القرويين نحو تنظيم النسل؟
    2- تساؤلات العلاقات؛ مثل: ما علاقة المستوى التعليمي بالبلطجة؟ ما أثر تكرار التظاهرات على التحصيل الأكاديمي لطلاب الكليات؟
    3- تساؤلات الفروق؛ مثال: هل يوجد فروق في أداء طلبة الأحداث عن غيرهم يعزى إلى كونهم أحداثًا.
    أما الفرضيات، فتصاغ على النحو المعروف؛ (انظر: فروض البحث: ماهيتها وأنواعها، وشروطها، ومصادرها) موقع الألوكة.
    المصادر:
    1- أحمد إبراهيم خضر، التساؤلات في البحث العلمي: ماهيتها وأهدافها، وصياغتها، والفرق بينها وبين الفروض، موقع الألوكة، وإرشادات للباحثين في التعامل مع الفرضيات البحثية موقع الألوكة.
    2- جامعة الشارقة، دليل كتابة الرسائل الجامعية.

    3- سعيد إسماعيل صيني، قواعد البحث العلمي، شبكة الألوكة (بتصرف).
    4- ماهر أحمد العيساوي، معنى مستوى الدلالة.




  2. #2
    باحث جديد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2016
    المشاركات
    6

    افتراضي رد: التساؤلات والفرضيات ج1

    شكرا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث