أوضح الأستاذ بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى وعضو الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة الدكتور محمد مسلط الشريف من خلال دراسة علمية ميدانية عن الأحياء العشوائية بمكة المكرمة ومنها حي المنصور والذي يضم 3 من هذه الأحياء أن هذه الأحياء يسكنها 69% من غير السعوديين من دول إفريقية غير عربية, وتزداد هذه النسبة في مواقع أخرى من هذا الحي مثل جبل غراب وحوش كوير حيث تصل إلى 90%. وتفيد الدراسة أيضا أن معدل الذكور مرتفع جداً إذ يصل إلى 61% مقابل 39% للإناث معظمهم من العمال.
وبينت الدراسة كذلك أن 48% من السكان من متوسطي الأعمار إذ تتراوح أعمارهم ما بين 21-44 سنة في حين أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة تصل إلى 18.5%. أما من تتراوح أعمارهم ما بين 45-60 سنة فتبلغ نسبتهم 25.7% وقد تضاءلت نسبة المسنين لتسجل أقل من 9% فيما شكل الذين ولدوا خارج المملكة 52% من السكان.
وتشير الدراسة إلى تدني المستوى التعليمي حيث تصل نسبة الأميين والذين يقرءون ويكتبون فقط ولا يحملون شهادات 47.7%, وحملة الابتدائية 18% و11.5% المرحلة المتوسطة و7.1% للمرحلة الثانوية.
وأوضحت الدراسة أن 58% من السكان يقل متوسط دخلهم الشهري عن 1000 ريال مما يعني أن معظم سكان الحي من ذوي الدخل المحدود الضعيف جداً فضلا عن أن متوسط عدد أفراد العائلة في هذه الأحياء كبير للغاية.
وتلخص الدراسة العديد من المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها هذه الأحياء وبالأخص المشكلة العمرانية حيث لم تؤخذ في إنشاء مبانيها الأسس والمعايير التخطيطية, وتشكل المباني الرديئة الجزء الأكبر منها وهي مؤشر لتدني البيئة العمرانية في المواقع الداخلية لهذه الأحياء فغالبية المباني سيئة التصميم دون مراعاة للشروط الانتفاعية والصحية إذ تتسم بكثافة بنائية عالية وانخفاض نسبة الفراغات مما يعيق توفير الطرق الداخلية وتوفير المؤسسات التعليمية والصحية بها.كما أن معظم المباني سيئة التنفيذ ومن مواد بناء مستعملة غير تامة التشطيب مما يعطي مظهراً لعمارة فقيرة ليس لها هوية أو طابع مميز وكذلك معدل تزاحم الغرف عال جداً رغم صغر مساحاتها بالإضافة إلى وجود بعض الأحواش والمباني المهجورة داخل هذه الأحياء مما يشكل خطراً على السكان ومرتعاً خصباً للجريمة.
وقد انعكست المشكلات العمرانية والبيئية على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية فكانت هذه الأحياء مرتعاً خصباً للجرائم والمشكلات الاجتماعية.
وأكدت الدراسة أن مجتمع المناطق العشوائية مجتمع انعزالي وينحدر من مجتمعات فقيرة وطبقات عمال تتميز بمستوى حضاري متدن ويتحدثون بلغات مختلفة تجعل الاندماج بين المجتمعين أمراً صعباً بل يولد الكراهية والحقد أيضا, كما يبث سلوكيات وعادات غير مرغوب فيها وغير مقبولة اجتماعياً ودينياً.
وكشفت الدراسة عن تدني المستوى التعليمي لدى السكان الأمر الذي يدفعهم للعمل في أعمال يدوية مثل البناء والنقل والحمل والحفر, فضلا عن عزوف الأطفال عن التعليم وتشغيلهم في التسول كما يدفعهم ذلك إلى ارتكاب العديد من المخالفات الشرعية والقانونية.
ويظهر من خلال المخطط العام لمشروع طريق الملك عبد العزيز الذي سيخترق هذه الأحياء الـ5 بطول 5000 متر طولي من طرق وأنفاق وجسور منها حوالي 4000 متر مكشوفة و1000 متر أنفاق من أجل الإسهام في فك الاختناقات المرورية بالإضافة إلى تنمية وتطوير المناطق العشوائية في مسار الطريق والذي سينفذ بعرض 150 متراً منها 15 متراً عرض طريق الخدمة على كل جانب و60 متراً عرض الطريق الرئيسي و20 متراً عرض الشريحة العمرانية على كل جانب وتشكل المساحة البنائية حوالي 2.6 مليون متر مربع تستوعب حوالي 204 آلالف نسمة والكثافة البنائية 4.8.والشرائح العمرانية تحتوي على 102 بنك وتطوير فنادق وشقق سكنية ووحدات مفروشة ومستشفى ومكاتب وعيادات بالإضافة إلى 5 محطات نقل وموقفين رئيسيين للسيارات تتسع لـ 6000 سيارة وموقفين للحافلات تتسع لـ 400 حافلة وكذلك إنشاء حديقة عامة على جبل غراب ومسجدين كبيرين و10 مواقف عامة وخدمات.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...al/local13.htm