كشفت دراسة في تقرير فريق قانوني وبتمويل من وزارة العدل الأميركية أن أغلبية كبيرة من العرب الأميركيين ما زالوا يشعرون وبصورة متزايدة بأنهم مشبوهون من قبل الشرطة الأميركية ومكاتب ووكالات الحكومة ومن قبل الرأي العام ووسائل الإعلام الأميركية رغم مرور خمس سنوات على هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية.
وذكر التقرير الذي صدر يوم أمس أن الفريق القانوني أجرى استفتاء شمل 16 مدينة تمثل الولايات المتحدة وتشكل نسبة السكان العرب فيها 9% في المائة إضافة إلى التركيز على مدن أخرى. واستنتج التقرير قائلا «إن استجوابنا أكد أن هجمات 11 سبتمبر لها أثر جوهري على الجاليات العربية». وفي كل موقع جرى فيه الاستفتاء سجل العرب بأنهم أكثر عرضة للريبة وعلى مستوى رفيع سواء من خلال زيادة تركيز وسائل الإعلام عليهم أو من خلال استهدافهم من قبل شرطة الحكومة أو من خلال ممارسات تتمثل بطلبات التسجيل والاستجواب الطوعي والاعتقال أو إبعاد بعض أفراد الجالية المشبوهين منن الأراضي الأميركية. وقد تزايد عدد قضايا جرائم الكراهية من 28 قضية في عام 2000 إلى 481 قضية في عام 2001 ومن ثم أخذت في الانخفاض إلى 150 قضية في السنة. وذكر أيضا زيادة نسبة ضحايا الكراهية بين أفراد الجاليات العربية، وقد أعرب عدد كبير منهم عن قلقهم من كونهم دائما ضحايا الشرطة الفيدرالية، وأحيانا يكونون ضحايا بعض الممارسات التي يمارسها أميركيون عاديون كالتحرش والمضايقات إضافة إلى أعمال العنف. وأكثر ما يخيف أبناء الجالية العربية هو الاتصالات المجانية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف. بي.آي) من أجل استهداف بعض الأفراد.

واستشهد التقرير بمواطن من أصل سوري قائلا «إن الخوف صادر من أن يقوم أحد ما بالاتصال مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لاستهداف فرد ما لا على التعيين»، ويمضي في القول «ما الفائدة في أن أكون أميركيا طالما أن الممارسة تذكرني بسورية حيث من الممكن أن يتم القبض علي بواسطة مكالمة هاتفية للشرطة». والمخاوف التي عبر عنها أبناء الجاليات العربية اتخذت مستويين؛ الأول الناتج عن العلاقة المباشرة مع وكالات ومكاتب الحكومة الفيدرالية كالهجرة وغيرها، حيث يفيد التقرير بأن «الجاليات العربية تشعر بالخوف بالرغم من حسن النية التي عبر عنها القضاء الأميركي»، وبين أن حسن النية هذه لم تستطع أن تزيل مشاعر الخوف لدى أبناء الجالية. والمستوى الثاني من مشاعر الخوف ناجم عن العلاقة المرتبكة بين أبناء الجالية والأجهزة الأمنية، وقد عبر عدد كبير من أفراد الجاليات العربية عن عدم الارتياح من هذه العلاقة، ويرى أنها أقل إيجابية عما كانت عليه قبل الحادي عشر من سبتمبر. وبين أن عددا كبيرا منهم يشعرون بالخوف والريبة من الجهود التي يبذلها مكتب التحقيقات الفيدرالي سواء في ما يتعلق بالاستجواب أو في ما يتعلق بسياسة مكافحة الإرهاب داخل الأراضي الأميركية.
http://www.aawsat.com/details.asp?se...article=368000