كشفت دراسة أجرتها مجموعة من العلماء البلجيكيين أخيراً عن أن ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالربو قد يرجع جزئياً إلى حمامات السباحة المغلقة، ويعتقد العلماء بأن التعرض للعناصر الثانوية لمادة الكلور في الماء والهواء قد يكون عنصراً مساعداً على الإصابة بمرض الربو، بغض النظر عن عناصر الطقس والارتفاع فوق مستوى البحر، والظروف الاجتماعية والاقتصادية لأي بلد.
واستند العلماء في دراستهم التي تربط بين السباحة في أماكن مغلقة والإصابة بمرض الربو، إلى نتائج أبحاثهم على أطفال تتراوح أعمارهم بين الـ 13 والـ 14 في أكثر من 21 دولة، التي أثبتت بأن نسبة إصابة الأطفال بالربو وأزيز الصدر زادت من اثنين إلى ثلاثة بالمائة لكل حمام سباحة مغلق تزود مياهه بالكلور.

من جهته علّق الدكتور سالم الفيفي استشاري أمراض التنفس والأمراض الصدرية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة على نتائج الدراسة وتطبيقاتها محليا، من زاوية خطورة بعض الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتنتقل من خلال السباحة في المسابح المغلقة وغير المعرضة لأشعة الشمس والتهوية الجيدة، وقال «لا تقتصر خطورة المسابح المغلقة على تحفيزها لمرض الربو عند الكبار والصغار بشكل خاص فقط، ولكنها كمياه راكدة وغير معرضة لأشعة الشمس والتهوية الجيدة تشكل وسطاً جيداً لنمو الفطريات، خاصة عندما لا يتم تغيير المياه والكلور، وهذه الفطريات التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة تنمو في المياه وتتسبب بمشاكل صحية كثيرة للجهاز التنفسي، وهذا ما نشهده من خلال الحالات التي تأتينا في العيادة».

ويضيف «هناك نوع آخر من المشاكل التنفسية يطلق عليه «تليف الشعب الهوائية البسيط» وهو ناتج عن التلوث بهذه الفطريات التي تنمو في المسابح المغلقة سواء كانت عامة أو في داخل المنازل، عدا عن حساسية الصدر التي تثيرها رائحة الكلور المركز وانعدام التهوية والفطريات والجراثيم المنتشرة في جو هذه المسابح».

ونصح الفيفي أصحاب المسابح سواء كانت عامة أو خاصة بضرورة الحفاظ على جفاف الأرضيات، وتحسين طرق التهوية فيها، بالإضافة إلى تغيير المياه مرة في الأسبوع على أقل تقدير، وتعريضها للشمس بقدر الإمكان، كما نصح الذين يعانون من حساسية تجاه الكلور والمواد المعقمة التي تستخدم في المسابح عادة بالابتعاد عن السباحة في المسابح والأماكن المغلقة.

وتشهد حمامات السباحة العامة في المملكة، والتي غالباً ما تكون مغلقة لأسباب بيئية، ولأسباب إجتماعية رواجاً كبيراً بين المصطافين داخل المملكة على الرغم من قلتها، خاصة في فصل الصيف، ويشكو العديد من روادها من قلة التنظيم والنظافة فيها، ويطالبون بزيادة الرقابة عليها من قبل البلديات ومتابعة الإجراءات الصحية المتبعة فيها، كما يقول المواطن سليمان العمري الذي لا يملك إلا أن يرضخ لرغبة أبنائه الصغار، الذين ينتظرون الصيف بفارغ الصبر لممارسة السباحة على الرغم من امتعاضه من عدم تغيير المياه بالشكل الكافي في المسبح الجاور لمنزلهم وتخوفه من أي مشاكل صحية قد يتعرض لها أبناؤه نتيجة التهاون في تطبيق الإجراءات الصحية داخل هذه المسابح.

جدير بالذكر أن الربو الذي يصيب ما بين الـ 100 والـ 150 مليون شخص في العالم، هو أحد أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً ليس فقط في بلدان العالم الثالث، ولكن حتى في الدول المتقدمة التي شهدت ارتفاع حالات الإصابة بالربو الذي يصيب مجاري الهواء لأكثر من 50 بالمائة خلال الـ25 عاماً الماضية، وهو يودي بحياة نحو الـ 180 ألف مريض سنويا بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
http://www.aawsat.com/details.asp?se...article=374223