قال علماء بريطانيون إن النساء اللائي يتعرضن لقدر هائل من الإحباط والضغوطات يشخن عشر سنوات أبكر من أولئك اللواتي لم يتعرضن للإحباط والضغوطات النفسية. وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة «الديلي ميل» البريطانية امس، إن الاحباط والضغوطات تؤدي بصورة متسارعة الى اضعاف خلايا الجسم ودفاعاته ضد الأمراض، ويمكن أن يؤدي الى الموت. ويقول الباحثون إن الشيخوخة المبكرة لهذه الأجهزة والدفاعات تجعل الناس أكثر قابلية للإصابة بمشاكل صحية بما فيها الالتهابات الفيروسية والنوبات القلبية. وتوصل فريق البحث الى أن المتعرضات للضغوطات الشديدة بسبب وظائفهن أو حياتهن في المنزل أقرب كثيرا من غيرهن للموت المبكر.
وقال الباحثون الذين أشرفوا على البحث في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة إن نتائج البحث المزعجة تعتبر أول إثبات على أن الضغوطات والاحباطات ومن شأنها أن تصيب أجهزة الجسم بالشيخوخة المبكرة. وكانت دراسة رئيسية أخرى أنجزت قبل ثلاثة أشهر قد أثبتت أن الإحباط لوحده يمكن أن يتسبب في الإصابة بنوبة قلبية تماما كما يفعل التدخين. وكان السائد في الماضي أن الإحباط يزيد المخاطر الصحية عندما يصاب به الذين يعانون من مشاكل في القلب. وفي البحث الجديد أجرى القائمون به في جامعة كاليفورنيا دراسات مفصلة ودقيقة على 58 من الأمهات، 39 منهن كان أطفالهن يعانون من أمراض مزمنة، وهذه تعتبر من أكبر مسببات الاحباط الشديد والضغوطات وسط النساء. كما درسوا تفاصيل 19 امرأة أخرى أبناؤهن مكتملو الصحة ولا يعانون من أي مرض. وطلبوا من الفئتين الإجابة على استبيان لقياس مستويات الاحباط لديهن خلال الشهر الأخير. وكانت النتيجة واضحة جدا في ارتفاع نسب الإحباط لدى الفئة ذات الأطفال مزمني المرض.
كما أخذ الباحثون عينات من الدم لتقييم بنية الحمض النووي التي تعمل كأغطية حامية، وهذه البنيات مهمة بالنسبة لصحة جهاز المناعة ولكنها تقصر بمرور الزمن وتقل قدرتها في توفير الحماية ضد الأمراض. ووجد الباحثون أن هذه البنية لدى الأمهات المصابات بإحباط وضغوط قد شاخت 10 سنوات عن عمرها الحقيقي مقارنة مع نتائج الأمهات اللائي تنخفض لديهن معدلات الإحباط.
وقالت البرفيسورة أليسا ايبل، رئيسة فريق البحث في جامعة كاليفورنيا «إن ثمة علاقة متبادلة ووثيقة بين مستويات بنيات الحمض النووي في كل من الفئتين موضوع دراستنا».
http://www.asharqalawsat.com/index.htm