80 % من الرجال يزورون المواقع الإباحية ونسبة النساء في تصاعد مستمر
70 مليار دولار حجم تجارة الجنس على الإنترنت و400 ألف موقع إباحي
- رصد طارق راشد - 16/11/1427هـ
لا ريب أن واقع الشبكة العنكبوتية أصبح مفروضا علينا، واقتحم بيوتنا، وفتح باب مناقشة هذا الموضوع أصبح ضرورة ملحة لمن يُبحر في عالم الإنترنت كي يمنحهم بعض الضوء لينير لهم الطريق المظلم في عالم افتراضي سرق الكثيرين من حياتهم الحقيقية، فلما لا نُسلط الضوء على تلك القضية، ولا سيما أن جيلنا الحالي وفلذات أكبادنا يتعرضون كل يوم لهزة عاطفية قد تكون قاضية إن هم تاهوا في غياهب المجهول، فهذا العالم الافتراضي واسع المساحة بوسع الأرض أناسا وإغراءات ومطبات.
يقول يانيك تشاتيلين، خبير بالتقنيات الجديدة، وأحد مؤلفي كتاب "على سرير الشبكة العنكبوتية: الإنترنت وأساليب الزنا المبتكرة"، "سرعان ما ستصبح شبكة الإنترنت أشيع أشكال الخيانة. فمن الجلي لنا جميعاً أن أجهزة الكمبيوتر زعزعت بالفعل من استقرار العديد من العلاقات العائلية".
ويعلق المؤلف المساعد والعالم النفساني لويك روشيه بقوله "إن الخيانة على شبكة الإنترنت تكفل إمكانات جديدة. فالخيانة قديمة قدم الزمان، ولكن شبكة الإنترنت تسهل على الناس التخلص من عوامل كبتهم، والانتقال من الأسرار الافتراضية إلى العالم الواقعي"، موضحاً "وأعني بكلامي هذا في المقام الأول الشريحة العمرية التي يتراوح أعمارها ما بين 35- 45 عاما، وهم أشخاص مستقرون بالفعل، وربما أنهم مرهقون بعض الشيء من الحياة الزوجية. ولذا فهم يبحثون عن شيء مختلف، كما أنهم لا يخشون التقنيات الحديثة".
أما بالنسبة لمستخدمي الإنترنت الأصغر عمراً، فلقاء الآخرين على شبكة الإنترنت، ولا سيما اللقاءات الجنسية، هو القاعدة وليس الاستثناء، بحسب تصريحات روشيه.
والزنا الإلكتروني، على حد قول المؤلفين، يتخذ العديد من الأشكال التي يمكنها تهديد علاقة الأزواج. فالدردشة الجنسية مع الغرباء في المنتديات، والجنس عبر كاميرات الإنترنت هي مجرد أنشطة جنسية سبرانية.
ويضيف تشاتيلن بقوله إن "مزودي خدمة الإنترنت كثيراً ما يحاولون الاستفادة من الناحيتين، حيث يدينون المواد الإباحية على شبكة الإنترنت، فيما لا يحركون ساكناً لوضع حد لإرسال رسائل غير مرغوب فيها للمستخدمين النهائيين تتخذ شكل إعلانات عن مواقع إباحية، ولقاءات عبر كاميرات الويب، ومعززات الأداء الجنسي".
جدير بالذكر أن سوق الجنس على شبكة الإنترنت وصل حجمه إلى 70 مليار دولار أمريكي خلال العام الجاري 2006، بحسب ما أورده تشاتيلن الذي لاحظ أن هناك ما يقرب من 400 ألف موقع إباحي في العالم.
إن السواد الأعظم ممن يمارسون الجنس على شبكة الإنترنت هم من الذكور، حيث تبلغ نسبتهم 80 بالمائة من زوار تلك المواقع الإباحية. ولكن نسبة النساء اللاتي يزرن هذه المواقع في تصاعد مستمر، بحسب تصريحات موقع Netvalue المسؤول عن تقييم حركة المرور على شبكة الإنترنت.
وما من دولة حصينة ضد العالم الافتراضي للجنس السبراني. ففي عام 2001، احتلت إسبانيا مركز الصدارة بين دول العالم، تليها ألمانيا، وبريطانيا، والدنمارك، وفرنسا، بحسب إحدى الدراسات التي أجريت على الحركة المرورية للمواقع الإباحية في أوروبا.
وبالنسبة للتصنيف بحسب الوقت المنفق على هذه المواقع، لا بعدد الزيارات، تأتي ألمانيا في المرتبة الأولى، حيث يبلغ متوسط الفترات التي يقضيها المرء على هذه المواقع شهرياً 70 دقيقة، وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية بفترة متوسطها 45 دقيقة شهريًا.
إن الانتشار السريع للولوج من خلال نطاقات التردد الواسع، أو السرعات العالية، إلى شبكة الإنترنت عزز أيضًا من زيادة المرور على المواقع الإباحية.
وتوصلت دراسة أجريت على 15 ألف مستخدم لشبكة الإنترنت، بمعرفة شبكة MSNBC في عام 2004، عن أن 32 في المائة من النساء و13 في المائة من الرجال يخشون من الوقوع في الزنا الذي تحرض عليه شبكة الإنترنت.
وأكدت دراسة أمريكية نشرت على موقع BBC الإخباري، مخاوفهم: حيث اعترف 30 في المائة من مستخدمي الإنترنت الذين يرتبطون بعلاقات عاطفية مع أشخاص افتراضيين، بأنهم التقوا عشاقهم الافتراضيين على أرض الواقع.
ويقول تشاتيلين وروشيه، وهما يعملان بكلية جرينوبل للإدارة، إن تقنيات الهواتف المحمولة الأحدث ستزيد الوضع الحالي خطورة بشكل كبير.
وأضافا أن الهواتف الخلوية التي تشتمل على كاميرات مدمجة تسهل عملية التقاط الصور وإرسالها بواسطة البريد الإلكتروني في غضون دقائق، وهو السبب الذي حدا بالبعض لمنع وجودها في حمامات السباحة والنوادي الرياضية في كل من أستراليا، والدول المتحدثة بالألمانية، وسويسرا، والنرويج.
واقع المشكلة
قبل ظهور الشبكة العالمية العنكبوتية على مشهد الأحداث، كان الرجال والنساء يلتقون خارج إطار الزواج. ولكن شبكة الإنترنت تلعب دوراً متزايداً في تدمير الزيجات. فقد اكتشف محامو الطلاق والأزواج التعساء أنه بينما أن شبكة الإنترنت لا تفضي إلى الزنا، إلا أنها تجعله أسهل بلا شك.
والواقع أن الويب قد تحدت مفهوم الخيانة، بحسب مار لين إم. ماهيو، وهي عالمة نفسانية شاركت في وضع كتاب "الخيانة على شبكة الإنترنت: علاقات افتراضية وخيانات حقيقية". فالأزواج يقطعون على أنفسهم عهود بقصر العلاقات الجنسية على بعضهم البعض، ولكن هل يشتمل هذا على التواصل مع أحدهم على شبكة الإنترنت؟
تكتب ماهيو ما نصه "إن العلاقات الرومانسية على شبكة الإنترنت تشهد توسعاً شديداً، نظراً لتقنيات التواصل التي تؤمن صفتي التخفي والأمان النسبي اللتين أشعلتا هذه العلاقات من البداية. فعندما تمتزج الحياة الجنسية بالحريات المكتشفة حديثاً التي تكفلها التكنولوجيا، نجد أمامنا مزيجاً أكثر إغراءً".
وأجرى دكتور ألفين كوبر مدير مركز سان خوسيه للعلاقات الزوجية والحياة الجنسية وعضو من أعضاء فريق علماء النفس بجامعة ستانفورد، دراسة تتناول النشاط الجنسي لمحطة MSNBC عام 2000. واكتشف أن ما يقرب من واحد من بين 10 أشخاص ممن صرحوا بأنهم متزوجون أو مرتبطون بعلاقة عاطفية على علاقة أيضاً بشخص آخر على شبكة الإنترنت.
وتستشهد ماهيو في كتابها بحالة ستيف، وهو محام يعيش في منطقة نهر بوتوماك، الذي كشف ولداه التوأم عن خيانته لزوجته على شبكة الإنترنت عندما فتحا جهاز الكمبيوتر الخاص به للبحث عن تطبيقاتهم الجامعية. فقد عثرا على ملف بعنوان "Stud One"، وفتحاه ليجدا حوارات فاضحة بين والدهما وشخص يدعى "Galaxy Queen".
وبعد هذا الكشف، وقعت أحداث مأساوية، حيث اعترف ستيف أن هذه العلاقة الافتراضية غبية، ناهيك عن فداحة إقامتها على جهاز كمبيوتر يستخدمه الأولاد. وفي دفاعه عن نفسه، صرح ستيف لزوجته نادجا بقوله "لم تدم العلاقة طويلاً، كما أنني لم ألتق بها قط".
كان هذا الفعل الذي أتاه ستيف خيانة في عرف نادجا. وحقيقة أن عدم التقائه بـ "Galazy Queen" وجهاً لوجه لم يخفف من وطأة شعورها بالخديعة.
لم يتطرق أحد كثيراً إلى مقومات الخيانة الزوجية. وصرح أغلب المشاركين في دراسة شبكة MSBNC بأن العلاقات العاطفية الإلكترونية لا تندرج تحت بند الخيانة.
ولكن الدكتورة شيرلي جلاس، وهي طبيبة نفسانية من مدينة بالتيمور، درست الخيانة لما يربو على 25 عاما، تعتقد أن العلاقات العاطفية خارج إطار العلاقة الزوجية أكثر خطورة على الزواج من العلاقة الجنسية. ومن الممكن أن تفضي العلاقة التي تقام عن طريق الإنترنت إلى الخيانة الفعلية.
فمنذ أشهر قليلة في مدينة ريتشموند، أدينت السيدة ماري لوري بقتل زوجها مايك؛ لأنه رفض أن يطلقها. فقامت لوري بحقن زوجها بجرعات قاتلة من الأنسولين. وكان الشاهد الأخير الذي استعان به الادعاء، ويدعى جاس أرمسترونج، هو الشخص الذي التقت به ماري على شبكة الإنترنت، وتحولت علاقته الإلكترونية بها إلى لقاءات واقعية بأحد الفنادق الصغيرة على الطريق العام بمنطقة تايدووتر.
أما بالنسبة لستيفن ونادجا، نجد أن كتاب ماهيو يتابع حالة الزوجين عبر مرحلة علاجهما النفساني. ونعلم بأن ستيف الذي اضطر إلى أن يخلف أباه، كان على يقين من أنه سيموت صغيراً كما مات أبوه، ولم يقدر على التواصل مع عائلته.
وفي النهاية، استقال ستيف من شركة المحاماة التي كان يعمل بها لكي يضطلع بأعمال أقل إرهاقاً. وانتهى الحال به وبنادجا في بيت أصغر بمدينة أنابوليس بدلاً من محكمة الطلاق.
إغراءات افتراضية
من السهل أن نفهم كيف صارت شبكة الإنترنت مكمناً لغير المتزوجين، ولكن المفاجأة تكمن في المدى الذي صارت من خلاله أكثر من ملتقى مبدئي.
تفسر سالي هوروات الرئيس الأسبق لجمعية علم النفس في ولاية فرجينيا هذه الظاهرة قائلة بالنسبة للخجولين أو هؤلاء الذين يعانون من علاقات مهزوزة فإن "الإنترنت تتيح نوعاً من الخصوصية وشعورا بالسرية يجعلانها أكثر أمناً. فما من أحد يمكنه أن يرى الشعور بالخجل وعدم الثقة الذي يعتري وجهك".
ويصف عالم النفس ديب ليفين في مقال له بعنوان "الانجذاب الافتراضي" بدورية CyberPsychology and Behaviour كيف أن الإغراء على شبكة الإنترنت يبدأ على المنوال التالي: يعثر أحدهم على مجتمع على شبكة الإنترنت يتمحور حول موضوع يثير اهتمامه – سواء أكان الألعاب الرياضية، أو الكتب، أو الأفلام السينمائية – فيمضي وقتاً في هذا المجتمع بصفة دورية.
وبعد فترة ليست بالطويلة، بحسب تصريحات ليفين، تتحول المحادثات التي تجرب بغرف الدردشة إلى حوار بين طرفين. وبعدها يشرع الطرفان في التواعد للقاء معاً بمعزل عن الآخرين على شبكة الإنترنت. ويضيف كل منهما الآخر على "قائمة الأصدقاء"، بحيث يتلقى الواحد منهم إشعاراً باتصال الآخر بشبكة الإنترنت. وسرعان ما تصبح العلاقة أكثر شخصية وخصوصية، إذ تعالج موضوعات أبعد ما تكون عن تلك التي بدأت بها المحادثة بينهما في الأساس.
ويتابع ليفين كلامه فيقول: إن الانجذاب على شبكة الإنترنت يزداد بفعل انعدام صفة الرسمية على الشبكة، وهو ما يشجع "الإفصاح عن الذات، والقرب الافتراضي بالتبعية".
وتبادل الصور على شبكة الإنترنت من شأنه إشعال جذوة العلاقة، حيث يحرص أغلب الناس على إرسال أفضل الصور التي بحوزتهم.
ويضيف ليفين بقوله "لقد سمعت قصصاً لأشخاص ظنوا أنهم كانوا بصدد مواعدة أشخاص في العقد الثالث من عمرهم ليكتشفوا في نهاية المطاف أنهم كانوا على علاقة بأشخاص في العقد السادس عندما يلتقونهم فعلياً".
تحذير: الخطر أمامك
هناك "نقاط خطرة" في العديد من مراحل العلاقة الزوجية، بحسب تصريحات أنو ليزا لوك الإخصائية الاجتماعية بوكالة الخدمات الاجتماعية اليهودية في مدينة روكفيل، وأولى هذه النقاط الخطرة من الممكن أن نستشفها في فترة مبكرة من الزواج. فعندما يستيقظ العروس والعريس ليجدا أنهما صارا زوجا وزوجة، تعاود المشكلات التي أُغفلت في أثناء فترة التودد والشكوك، والتي تبددت على أنها محض عصبية سابقة للزفاف، الظهور فجأة.
تقول لوك "بعد المواعدة لفترة طويلة، من الممكن أن يبدو الزفاف حدثاً لا مفر منه، ويصعب التملص منه". ويضيف لوري جانر كول مدير فرع منظمة JSSA في مدينة Gaithersburg قائلاً "لو وضعنا عامل الساعة البيولوجية في الحسبان، سنجد فجأة أن النساء يبدأن في الاعتقاد بأنه يتحتم عليهن الزواج "الآن وإلا لن يحدث هذا أبداً".
لقد تمنت أنجيلا لو أنها امتثلت للإشارات التحذيرية التي أرسلها إليها جسدها قبل يوم الزفاف. تقول أنجيلا تعليقاً على حالتها "على مدار أسبوعين ونصف الأسبوع قبل حفل الزفاف، غطت جسدي أسوأ حالات الطفح الجلدي على الإطلاق". وألقت بها مشكلات التنفس والتورم الشديد إلى غرفة الطوارئ التي أقامت بها أربعة أيام على التوالي.
وقبل أشهر قلائل، أصيب ديف خطيب أنجيلا بالاكتئاب بسبب عمله، وبدأ في معاقرة الخمر، فيما كانت هي منشغلة كل الانشغال بخطط الزواج، لدرجة أنها تجاهلت سلوكه. وعندما أدركت مدى فداحة المشكلة، شعرت أن أوان التراجع قد فات، فقد اشترت الإشبينة ملابس الزفاف، وقام الأهل والأصدقاء بحجز تذاكر طائراتهم، كما تم حجز صالة الأفراح.
ولم يكف ديف عن معاقرة الخمر بعد الزفاف. وكان يسيء إلى أنجيلا بلسانه، ويرجع فيعتذر إليها ويزعم أنه يحبها ويعدها بأن يتغير، ودام زواجهما عامين كاملين.
وتعد وكالة الخدمات الاجتماعية اليهودية واحدة من المؤسسات العديدة التي تدير حلقات تعليمية للمخطوبين لمناقشة مسائل مثل المال، والنسباء، والأطفال، والعمل، والدين. واللافت أنه في أول جلسة أجرتها هذه الجمعية، والتي كان قوامها ثمانية أزواج، قرر زوجان ألا يتممان زواجهما.
أليست هذه هي الموضوعات التي يتناولها الأزواج بالحديث قبل الزفاف؟ ليس بالضرورة. فبعض الأشخاص الذين ينتسبون إلى ولاية واشنطن، يصرحون بأنهم على الرغم من معرفتهم بشركاء حياتهم لسنوات، إلا أنهم لم يحيطوا بهم علماً بالقدر الذي ظنوه.
تزوجت مارسي من حبيبها بالكلية بعد تخرجها بعام. واحتفلا بأول ذكرى لزواجهما بالانفصال. فلم يكن بينهما من شيء مشترك، بحسب تعليقات مارسي "لم تكن الركيزة الأساسية على العلاقة نفسها، بل كانت على صداقتنا، ثم على الخطوبة، ثم على شهر العسل. فقد فكرنا في المقام الأول حول كل شيء سوى العلاقة نفسها".
تواعدت لويز وزوجها لخمس سنوات، ولكنهما لم يناقشا قط أفضلية عمل كلاهما عن الآخر. وبعد أن انتهى الزفاف، اشتعلت بينهما الشجارات حول أيهما الذي من المفترض أن ينتقل لمحل عمل الآخر، حتى استقال زوجها من عمله، ما أدى إلى فرض عبء قاتل على العلاقة الزوجية.
تزوج تراي منذ ما يقل عن العامين، عندما بدأ في تبادل رسائل البريد الإلكتروني مع ليزا، وهي زميلة متزوجة تعيش بمدينة أخرى. وفي البداية، تمحور النقاش بينهما حول العمل. ولكن سرعان ما شرع كل منهما في مواساة الآخر على زواجه الذي يفتقر للكمال. واصطبغت الحوارات الفورية على شبكة الإنترنت بمزيد من الرومانسية، واستمرت لما بعد ساعات العمل الرسمية.
وشعر تراي بقدر أكبر من الحرية في التعبير عن مشاعره في رسائل البريد الإلكتروني، مما شعر به في اللقاءات الفعلية. ولكن افتنانه بليزا لم يتطور خارج الإطار الافتراضي قط.
وبعدها عثر زوج ليزا على بعض رسائل تراي على الكمبيوتر المنزلي لزوجته. وإذ شعر بالغضب الشديد، قام بتنزيل الرسائل، واتصل بمنزل تراي، وقرأها لزوجته. والآن، يتمم تراي إجراءات الطلاق الخاصة به، وتنحصر اتصالاته بليزا هذه الأيام في إطار العمل فحسب.
كما أن العلاقة الرومانسية التي أقامها على شبكة الإنترنت لم تدمر علاقته الزوجية، ولكنها عجلت من الطلاق لا أكثر. يقول تراي "عندما أعود بالتفكير في الأمر، أرى أن الزواج لم يكن الخطوة السليمة التي يجب اتخاذها. فلم نكن نسعى لنفس الهدف". لقد استحضرت حياته السبرانية السرية هذه المسألة.
"لعوب وسئم"
من الممكن أن تخلق الأبوة نقطة ذعر أخرى. فالطفل يخلق شعوراً بالمسؤولية التي يمكنها أن تجعل والده حديث العهد بالأبوة يشعر بالتقيد، بحسب تصريحات عالم النفس جلاس. والأم حديثة العهد بالأمومة تشعر بالإعياء، وقد تثبط الهرمونات من رغبتها في ممارسة الجنس، فيبدو القرص الصلب لكمبيوتر الأب أكثر جاذبية له من زوجته.
تقول أنو ليزا- لوك إن هناك حقاً ما يعرف بـ "هرشة السنة السابعة". فمتوسط أعمار الأطفال الذين تنتهي علاقة آبائهم وأمهاتهم بالطلاق تتراوح ما بين الخامسة والسابعة. فهذه هي الفترة التي يشعر فيها كثير منهم "بالضجر والرغبة في العبث"، بحسب تصريحات لوك.
وترى ريتا بانك، الاستشارية القانونية للقضايا العائلية بولاية واشنطن، تفشياً لوباء الطلاق بين الأزواج في العقد الثالث والرابع من عمرهم. وكثير منهم يمثلون عائلات يمكنها تحمل نفقة بقاء الزوجة بالبيت مع الأطفال والاستعانة بمساعدة أحدهم لتولي الأعباء المنزلية، بحسب تصريحات بانك. فالزوج ينفق وقته خارج البيت يصارع في عالم المال والأعمال لبناء مستقبل مهني له، فتزداد الفجوة بينه وبين زوجته.
إن الأزواج العاملين الذين لديهم أطفال أيضاً يعانون من الكثير من المشكلات. ومن فرط إجهادهم وانغماسهم في الضغوط سواء بالبيت أو بالعمل "يحاولون إيجاد حل عملي لمشكلاتهم الشخصية"، بحسب تعليقات جوان دو بونتيه المدير التنفيذي لوكالة الخدمات الاجتماعية اليهودية. ويتم التواصل بين الزوجين في هذه الحالة من خلال الهاتف أو رسائل البريد الإلكتروني.
وهؤلاء الأزواج عادة ما يكونون أكثر انشغالاً من أن يتشاجروا وجهاً لوجه، على حد قول لوك. فقد سمعت عن الكثير من الشجارات عبر الهواتف الجوالة، بينما كانت تقود سيارتها لدرجة أنها مندهشة من أن معدل الحوادث لم يزدد.
وتضيف دو بونتيه بقولها "ليست المشكلة في قصور عاطفي. ولكنهم فقط لا تتاح لديهم الساعة الخامسة والعشرين لكي يكرسونها لبعضهم البعض".
وكثيراً ما تظهر امرأة أو رجل آخر يبدو كما لو كان الفارس الحالم الذي بيديه نبع الرومانسية الذي تفتقر إليه العلاقة الزوجية. تقول سيدة على وشك أن تطلق من زوجها من ولاية واشنطن "بعد مرور 18 عاماً على الزواج، وبعد أن صارت لدينا ابنة في الثامنة من عمرها، أردنا الانفصال. والسواد الأعظم من هذه السنوات أمضيناها في العمل، والذهاب إلى المدرسة ليلاً، ومحاولة سبق الحياة. أعترف أننا لم نمض وقتاً طويلاً في تعهد علاقتنا بالرعاية. لقد تكررت هذه القصة ملايين المرات – لقد عثر زوجي على امرأة أخرى، ولكنه لا يود أن يقر بأن هذا هو السبب وراء رغبته في الانفصال".
من الخطأ أن نلقي باللائمة على شخص غريب، بحسب علماء النفس والمحامين الذين أجريت مقابلات شخصية معهم حول هذا الموضوع. يقول سانفورد أين محامي الشؤون العائلية "في العلاقات التي يدخل فيها أشخاص آخرين كأطراف ثالثة في العلاقة، تكون هذه الظاهرة عرض لمشكلات أخطر".
مضيفا "لا أعتقد أن الأزواج ينأون عن بعضهم البعض تدريجياً، بل هم يكفون عن تنمية العلاقة بينهما. وإذا كف المرء عن تنمية مهاراته العملية، فإنه يفصل من وظيفته".
ويرى أين"أن شبكة الإنترنت هي مصدر إغراء للأزواج التعساء؛ لأنها تتيح لهم الوصول الفوري. مشيراً إلى أن "الأمر كان يستغرق في السابق وقتاً طويلاً للاتصال، ووقتاً أطول لتحديد مواعيد للتلاقي".
والعلاقات التي تقام عبر شبكة الإنترنت تتيح أيضاً لقاءات أكثر إثارة جنسية؛ لأن "هناك قدرة ذهنية على الفصل ما بين الجنس على شبكة الإنترنت وأي شيء له علاقة بحياة المرء الواقعية"، بحسب تعليق ليفين. ويستشهد ليفين بأحد الأزواج المتورطين في علاقة من هذا النوع على شبكة الإنترنت:
"لقد كان يروق لي قولها إنها تحبني، وإنها لم تكن تستطع أن تنتظر أكثر لكي تجتمع بي. لقد ذكرتني بعلاقتي بزوجتي في بدايتها عندما لم تكن الأمور مضطربة بالفواتير، والمشكلات الدراسية، والصنابير المرشحة".
"'هل دار بيننا حديث قط؟"
وصل ستيف ونادجا إلى نقطة الذعر الثالثة في الكثير من الزيجات، ألا وهي الفترة التي يرحل فيها الأبناء للالتحاق بالجامعة في مدن أخرى ويترك الآباء وحيدون في مواجهة غرف خالية وساعات فارغة لا يدرون كيف يملأونها. ويخيم السكون على البيت.
ويعلق دكتور جلاس بقوله "وهذه الفترة بالنسبة لكثير من العلاقات الزوجية إما تحيي الزواج أو تدمره، فيناط بالزوجين تحديد ما إذا كانوا سينفخون روحاً في علاقتهم الزوجية التالية لتربية الأولاد، أو سيرضون بحالة من الركود".
تعترف زوجة سابقة بقولها "أذكر أنني كنت أحدث نفسي قائلة "هل دار بيننا حديث قط؟".
تقول أنو- ليزا لوك "إن الرجال ينظرون إلى زوجاتهم محدثين أنفسهم 'إنها تبدو طاعنة في السن، أما أنا فلا".
تقول جلاس "إن شبكة الإنترنت تتيح بديلاً مثيراً للعلاقة الآمنة المألوفة، "فالناس يقدمون على مخاطر شديدة على شبكة الإنترنت لا يسعهم الإقدام عليها في حياتهم الواقعية".
والعلاقات تتطور بشكل متسارع، فنرى أن أحد مرضى دكتور جلاس أوصل كاميرا بجهاز الكمبيوتر الخاص به، وكان يتبادل صور فاضحة مع عشيقته على شبكة الإنترنت. فضبطته زوجته ذات مرة، إذ كانت صورته ظاهرة على الكاميرا".
ومن الممكن أن يمثل التقاعد نقطة ذعر أخرى، ولا سيما إذا انقطع طرف من طرفي العلاقة عن العمل بالكلية، بينما خرج الطرف الآخر للعمل. والعديد من الأزواج التعساء يخشون من ضياع حياتهم الثمينة وهم عالقون في زيجات لا رجاء منها.
يعلق جيفري من منطقة بيثيسدا، وهو أب لمراهق، على طلاقه الوشيك قائلاً "أعتقد أن ضربات الحادي عشر من (أيلول) سبتمبر لها علاقة بالأمر. فقد ظللت أقرأ عن أشخاص وافتهم المنية، ومع ذلك بدا أنهم نعموا بحب الآخرين، وأغدقوا بحبهم على الآخرين أيضاً، ووصفهم أزواجهم بأنهم أفضل الأصدقاء وأقرب الأحباء. إنني على يقين من أن زوجتي لن تذكرني بهذه الصفات، وأنا كذلك".
وبينما تنهار الزيجات، من الممكن أن تخطر على البال ذكريات الأحباء الماضيين. فهوروات ترى الكثير من حالات التئام الشمل الرومانسي ممكنة عبر محركات البحث الفورية مثل جووجل.
تقول هوروات "إن شبكة الإنترنت تسهل علينا التواصل مع زملاء الدراسة، أو الأحباء السابقين وإحياء العلاقة التي كانت قد ماتت معهم".
اقتفاء أثر الأحباء على شبكة الإنترنت
إن التقنية التي تيسر من عمليات الخداع، هي نفسها التي تسهل ضبط المخادعين بشكل أكبر. فبرسوم قد تقل عن 100 دولار أمريكي يمكن لأي شخص تثبيت برامج مثل برنامج Spector Pro لمراقبة وتسجيل البريد الإلكتروني والأنشطة التي تجرى عبر شبكة الإنترنت دون علم مستخدم الكمبيوتر.
وهذا البرنامج يجري تسويقه للشركات التي تود أن تقتفي أثر تحركات العاملين لديها على شبكة الإنترنت، وللآباء الذين يتوجسون خيفة من تصرفات أبنائهم. ولكن هناك شهادة من أحد مستخدمي هذا البرنامج على موقع البرنامج على شبكة الإنترنت نصها كالتالي: "لقد قمت بتثبيت هذا البرنامج منذ ثلاثة أيام، وما شاهدته يكفي لأن ألجأ لمحامي طلاق".
إن السواد الأعظم من الأزواج ليسوا في حاجة إلى أدوات عالية التكنولوجيا لمعرفة ما إذا كان أزواجهم متورطين في علاقة غير شرعية على شبكة الإنترنت أم لا. تقول مارلين ماهيو إن هناك قرائن تدلل على التورط في مثل هذه العلاقة على الشبكة، ألا وهي:
* شريك حياتك ينفق وقتاً على الكمبيوتر أكثر مما يمضيه معك.
* يكف شريك حياتك عن النوم لفترات منتظمة لكي يعمل على الكمبيوتر لفترات متأخرة ليلاً أو للاستيقاظ في الصباح الباكر والولوج إلى الكمبيوتر.
* بمجرد دخولك الغرفة، يُغلق الكمبيوتر أو تبدأ شاشة حفظ الملف تظهر.
* لا يتحدث شريك حياتك عن أنشطته على شبكة الإنترنت.
* يفقد شريك حياتك اهتمامه بالأنشطة المشتركة، بما في ذلك العلاقة الجنسية، أو قد لا ينقطع عن هذه العلاقة، بيد أنه يمارسها مفتقراً إلى الرابطة العاطفية.
لقد ابتكرت ماهيو اختباراً لأي شخص يتساءل ما إذا كانت أية علاقة على شبكة الإنترنت تمثل خيانة؟
وتقول تعليقاً على ذلك "إذا لم تكن على استعداد على إطلاع شريك حياتك على الحقيقة، فالأرجح أنك تقوم بشيء مريب".
http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id=54768