الحلقة الثالثة

أحد التوصيات من الحلقة الأولى كانت تتعلق بدور أئمة المساجد حيال هذا الموضوع. ومما يساعدهم على القيام بهذا الواجب أن يبادر من يري في نفسه القدرة على التأليف القيام بإعداد كتاب على غرار رياض الصالحين أو كتاب تزكية النفوس يستخدمه الأئمة في القراءة على جماعة مسجدهم. ففي كل فصل يتطرق المؤلف لآية وحديث وقول مأثور وشيئا من الإعجاز العلمي وبعضا من شروح أهل العلم وبعض الجوانب اللغوية في هذه النصوص و الثواب المعد للمسلم من جراء تنفيذه لهذه النصوص الربانية صور من واقعنا الحاضر حول هذا الفصل في المواضيع التالية:

1)
موضوع التقنية الذي نحن بصدده. يمكن في هذا الفصل الاستفادة من المراجع التي ذكرت في حلقاتنا هذه أو أي مرجع يخدم هذا الموضوع.

2)
موضوع أرض الإسراء والمعراج. وأقل ما يمكن تعميقه في نفوس الناس في هذا الفصل التأكيد على أن هذه القضية إسلامية, فهي لا عربية و لا شامية ولا فلسطينية إنما إسلامية مسؤوليتها تقع على كل مسلم على وجه الأرض كل بحسبة.

3)
معالجة ضعف الإطلاع (سورة العلق), و ضعف المشاركة الكتابية لكثير من شباب وشابات المسلمين (سورة القلم). ففي مجال الكتابة نجد الكثيرين منهم يستطيعون استخدام القلم في وظائفهم لكنهم أميون عندما تتعلق الكتابة في ما يهم الإسلام والمسلمين والجانب الإعلامي التعليمي لدي أمتهم التي هي بأمس الحاجة إلى أقلامهم الداعية, المنافحة, المجاهدة في إبراز الحق وأهلة. (مجلة المنار, عدد 60, رجب – 1423هـ و مجلة بث العدد السادس – رمضان – شوال 1423هـ, ص 66).

4)
التوعية في مجال الاقتصاد الإسلامي والمصارف الإسلامية, بحيث تكون آيات المال والأحاديث الواردة في ذلك أساسا لهذا الفصل, وتنبيه السامع لأهمية استحداث الأنظمة الإسلامية لإدارة المال العالمي بالصورة المعهودة اليوم. وأن النظام المالي الموجود في البنوك الربوية لا يكفي لأسلمته إزالة جرثومة الربا فقط, بل إن العطب والخلل في النظام برمته. مع التعريف بعلماء الاقتصاد عبر التاريخ الإسلامي وكيف تمت معالجة الفقر في أزمنة مضت.

5)
التعريف بالجمعيات الخيرية المحلية والعالمية الإسلامية, وذلك من خلال الآيات الواردة في إغاثة الملهوف وآيات الإنفاق والأحاديث الواردة في ذلك. مع التعريف بنشأة تلك الجمعيات وفضلها على المجتمعات و أن الأمة بحاجة إلى مزيد من ذلك والتطرق إلي الفضل المعد للعاملين في هذه الجمعيات, وان المستمعين بحاجة لتعاون معها ليكسبوا ثوابي الدنيا والآخرة, وإحياء سنة الوقف والتوسع في مفهومة.

6)
تفعيل الواجب الشرعي حيال صلة الرحم, ووضع هذه الواجب الاجتماعي بقالب يتناسب مع عصرنا الحاضر ونبذ الأسلوب التقليدي الذي يمارس في عالم المسلمون اليوم حيال هذه الواجب المقدس, وذلك من خلال آيات الرحم وما ورد فيها من أحاديث, وقد تطرقت لهذا الموضوع في هذا الركن في الموضوع المعنون بـ "ذرية ضعافا - ذرية طيبة" لإعادة صياغة العلاقات البينية في العائلة الممتدة لتصبح فاعلة مؤثرة في المجتمع الذي تعيشة.

7)
الدعوة والإعلام والتسويق والدعاية والإعلان وما ورد في ذلك من أحاديث وربط المستمع بواقع هذه القضايا في عالم اليوم وحال الإعلام الإسلامي, من مجلات إسلامية, وقنوات فضائية, وأشرطة كاسيت وفيديو, ودور الشبكة العنكبوتية في نشر الإسلام.

8)
الصحة والتغذية, بعض الأمراض العصرية, شيئا من الطب النبوي حولها, الطب البديل المطروح هذه الأيام, تلوث البيئة, وما يتعلق في ذلك من آيات وأحاديث نبوية.

9)
أي موضوع عصري تعايشه امتنا اليوم, ونحتاج معه إلى تثقيف مجتمعاتنا عنه ربطا بكتاب الله وأحاديث رسول الله, وأقوال أهل العلم في الماضي والحاضر.

هذه البنود السابقة يمكن أن يشكل كلا منها فصلا أو بابا يقسم إلى عدة فصول تشبع البند الذي نحن بصدده. ومن الأهداف الأساسية لهذا الكتاب هو ربط رواد المسجد بالحسنات والسيئات التي تعاني منها مجتمعات اليوم انطلاقا من شرع الله المحكم, حتى يتسنى للمستمع تفعيل ما يسمعه من معلومات خارج المسجد مع ما يسمعه داخل المسجد و أن لا يكون المسجد في واد ورواده في واد آخر.

ربما يرد إلى ذهن القارئ السؤال التالي: لماذا لا تشرع أنت يا صاحب الفكرة بتأليف هذا الكتاب؟

أقول قد أشرع يوما بأداء هذا الدور, إلا أن ذلك لا يمنع من شروع الآخرين فيه إذا اقتنعوا بأهمية هذا المشروع التأليفي. وهذا له عدة فوائد منها وجود اكثر من كتاب بمذاقات مختلفة حول هذا الموضوع افضل بكثير من وجود كتاب واحد, ذلك أن الأئمة تختلف توجهاتهم ومذاقا تهم العلمية, فقد نجد إماما يفضل كتابا على آخر. فهذا يعطي أئمة المساجد الفرصة للاختيار من بين كتب متعددة. كما أنني اعد من يريد الشروع في التأليف أن أكون سندا له بعد الله, وذلك بمراجعة كل باب يكتبه وإضفاء بعض اللمسات الخاصة عليه إلى أن يصل للصورة المرجوة.