أشارت دراسةٌ متخصصة حول التوظيف في منطقة الشرق الأوسط صدرت أخيرًا إلى اعتلاء النساء العاملات مراكز إدارية عالية، وأن 60% من النساء، العاملات يشعرن بالإنصاف في أماكن العمل مقارنةً مع زملائهن الرجال، كما ذكرت أن 75% من الخليجيات يعملن لتحقيق هدف معين، بينما عللت 68% من الغربيات الحاجة للعمل للحصول على الاستقلال المادي.

وقالت الدراسة التي أجرتها شركة (بيت.كوم) المتخصصة بالتوظيف بالاشتراك مع شركة (يوغوفسيراج) المتخصصة في الدراسات والبحوث إن 51% من العاملات يؤكدن أن كونهن نساء لا يؤثر سلبًا على فرصهن للترقية مقارنةً مع زملائهن الرجال الذين يشغلون مناصب مشابهة، وإن 7% منهن حصلن على معاملة تفضيلية بالنسبة للرجال.

وأشارت الدراسة إلى أن 23% أوضحن أن الرجال يحصلون على معاملة تفضيلية، إلا أن الأغلبية منهن ونسبتهن 43% من النساء يشعرن أن كونهن نساء لم يؤثر في وضعهن المهني، بينما أبدت 22% منهن رأيًا حياديًا فيما إذا كان الجنس أثر سلبًا أو إيجابًا في وضعهن المهني.

تفاوت المشاعر بين الجنسيات

وشملت الدراسة موظفات مواطنات ووافدات من الإمارات والسعودية والكويت وعمان وقطر والبحرين وسوريا والأردن ومصر والمغرب والجزائر وتونس.

وهدفت الدراسة التي اقتصرت على نساء عاملات إلى تسجيل ملاحظاتهن ومواقفهن وتجاربهن ورضاهن عن الجوانب المتنوعة التي تتعلق بدورهن بأماكن العمل، لاسيما فيما يتعلق بالمعاملة والرواتب التي يتلقينها مقارنةً بالرجال.

وأظهرت الدراسة وجود تفاوت بين الجنسيات عندما يتعلق الأمر بمشاعر النساء تجاه الترقية في أماكن العمل، فرغم أن 41% منهن يشعرن أن لديهن فرصة أقل للترقية من زملائهن الرجال وهو ما ينطبق على النسبة العظمى من الخليجيات العاملات؛ حيث يعتقد نصفهن تقريبًا أن فرصهن في الترقية كانت أقل من الرجال، وتحل الأسيويات ثانيًا بنسبة 47%، وبالمقارنة فإن 44% من النسوة الغربيات-أي تقريبا ضعف المعدل 27%- يشعرن بأنهن حصلن على فرص متساوية مع الرجال.

وأفادت بأن الأجور والمكافآت والمزايا كانت من المعايير التي استخدمت لتحديد مشاعر النساء العاملات تجاه المساواة بين الجنسين؛ حيث تشعر 46% من اللواتي شملتهن الدراسة أنهن يتلقين أجورًا أقل من الرجال، في حين بلغت نسبة الأسيويات اللواتي يشعرن بذلك 58% من مجموعة المشاركات.

التعويضات تتباين تبعًا للعمل

ومن ناحية التعويضات فقد اختلفت أيضًا تبعا لمجال العمل؛ إذ يبدو أن غالبية النساء الموظفات في الدوائر الحكومية وشبه الحكومية يشعرن بالمساواة مع الرجل من حيث التعويضات، وعلى نحو مماثل تشعر نصف نساء هذه المجموعة تقريبًا أنهن يحصلن على راتب مساوٍ لزملائهن من الرجال مقارنةً مع 34% من النساء اللواتي يعملن في الشركات المحلية الخاصة.

وحول تقدير النساء لما يقمن به من أعمال أشارت الدراسة إلى أن 24% من النساء أبدين مستويات عالية من الرضا، بينما عبَّر 28% منهن عن عكس ذلك؛ حيث كانت حال عدم الرضا منتشرة بكثرة بين الخليجيات، فيما أبدت 38% منهن عدم رضاهن.

ولاحظت الدراسة أن النتيجة التي أظهرت أن أكثر من نصف النساء اللواتي شملتهن الدراسة يشعرن أن التقدير يتم بحسب الأداء وليس الجنس، في حين يعتقد 15%، منهن أن الرجال يحصلون على تقدير أكثر من النساء، إلا أن ربع اللواتي شملتهن الدراسة أوضحن أن التقدير غير موجود أبدًا.

مطالب بمعاملة أفضل

وقالت الدراسة إنه على الرغم من أن 62% من النساء يعتقدن بأنه على أصحاب العمل معاملتهن بشكل أفضل وتقديم امتيازات خاصة لهن كونهن مسؤولات عن راحة العائلة، فإن 63% أوضحن أنهن لا يحصلن على أية امتيازات خاصة بسبب جنسهن.

وأضافت أنه عند المقارنة بين الجنسيات المختلفة كانت الأسيويات الأكثر اقتناعًا وبنسبة 71% بضرورة الحصول على امتيازات خاصة مقارنةً مع 48% من الغربيات اللواتي يعتقدن أن الأجور يجب أن تحدد، مع الأخذ بالاعتبار المسؤوليات في المنزل.

واستهدفت الدراسة أيضًا تقييم التسهيلات المقدمة للمرأة حاليًا بخصوص إجازات الأمومة أو الامتيازات الأخرى المتعلقة بالاختلاف الجنسي؛ حيث إن 46% من النساء أشرن إلى أنهن تلقين أجور إجازة الأمومة الكاملة ما بين شهر أو ثلاثة أشهر، و6% من النساء ذكرن أنهن لم يحصلن على إجازة مأجورة.

وقالت الدراسة إنه على الرغم من ذلك فقد تفاوت الرضا عن إجازات الأمومة بين عدم الاهتمام بالأمر والرضا القليل، كما أشارت الأغلبية الساحقة من النساء بنسبة 81% إلى عدم وجود أي مرافق عناية يومية خاصة بأطفال الموظفات مقدمة من قِبل أصحاب العمل، في حين ارتفعت النسبة قليلاً في المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتصل إلى 13% عن المعدل المعتاد البالغ 10%.

التأمين الصحي والتدريب
وشملت الدراسة أيضًا الامتيازات الأخرى المقدمة للنساء العاملات بما في ذلك التأمين الصحي لأفراد العائلة والتدريب والمرونة في ساعات العمل والعمل بدوام جزئي، وتعويضات تعليم الأولاد وإجازة الأمومة الممتدة ما بعد الفترة الاعتيادية.
وطالت الدراسة الأسباب المختلفة التي تجعل النساء من مختلف الجنسيات يخترن الانخراط في مجال العمل فقالت الأكثرية بنسبة 62% منهن إن العمل يحقق طموحاتهن في الحياة، بينما أوضحت 61% منهن أن المسؤولية المالية والحاجة إلى العمل هما العاملان الرئيسيان.
وأوضحت الدراسة أن أكثرية النساء 84% يمتلكن طموحات مساوية لطموحات الرجل أو أكبر منها، وهناك 89% منهن يعملن لعددٍ من الساعات مساو أو يزيد على ساعات عمل زملائهن الرجال.
وأشارت إلى أنه يجب على أصحاب العمل التفكير والتمعن في أمور هذه الشريحة الحيوية من القوة العاملة لديهم؛ حيث تظهر هذه الدراسة أنه عند تقديم قدر بسيط من الفوائد والامتيازات ستزداد مدة خدمة 80% من النساء، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية طويلة المدى لصالح الأعمال والاقتصاد بشكل عام.
http://www.alaswaq.net/articles/2008/08/14/17800.html