الضيوف المشاركون:

د. كمال حنش استشاري ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الملك فيصل التخصصي

د. عمرو ممتاز أحمد جاداستشاري جراحة المسالك البولية وعضو الجمعية العربية للصحة الجنسية

د. غادة الخولي استشاري الطب النفسي متخصص في الثقافة الجنسية

في الآونة الاخيرة تفشت حالات الطلاق والامراض النفسية والبعض يعزوها لتدني الثقافة الجنسية لدى النساء والرجال على حد سواء، لكن ما الذي يؤكد لنا أن النساء لديهن عجز جنسي خصوصاً وأن العملية العلمية الطبية تؤكد على أن برود النساء الجنسي شيء طبيعي وهو المعتاد أما غيره من الحالات فهو الشذوذ!

في هذه الندوة تطرقنا الى الثقافة الجنسية وأسباب تدنيها ثم ما العلاج في حالات البرود الجنسي وهل هو مرض أم لا؟

ثم على من يقع على عاتقه أسباب هذا البرود المرأة أم الرجل

@ "الرياض": في الآونة الأخيرة تزايدت عدد حالات الطلاق والبعض يعزوها الى المشاكل الناجمة عن فهم العلاقات الزوجية الجنسية، وبمعنى أوضح قصور في فهم الثقافة الجنسية فهل هذا عائد الى أن المرأة لديها مثل هذا القصور وهل هذا يعود الى عجزها عن القيام بهذه المهمة؟

- د. عمرو جاد: إن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هي علاقة خاصة جداً وتتأثر بالعديد من العوامل النفسية والعضوية والاجتماعية ولأهمية هذه العلاقة في العلاقات الأسرية وما قد ينجم عنها من خلل ومن مشاكل اجتماعية وأخلاقية كان اهتمام الدين الإسلام والعلم بها أكد وفي السنوات الأخيرة وبعد ظهور العديد من الأبحاث عن الضعف الجنسي للرجال، تشكل منذ أكثر من عام أول جمعية عالمية عن الصحة الجنسية للمرأة ومناقشة مثل هذه المواضيع، بالرغم من خصوصيتها، ليس الهدف منه التشويق الإعلامي أو إثارة الغرائز وإنما الحرص - كما ذكرت سابقاً - على ايصال ثقافة جنسية حقيقية لتكون ذريعة لإقامة علاقات زوجية سليمة تصمد أمام الثقافات الغربية والتي من شأنها إثارة الغرائز والحث على الرذيلة وخاصة التي تصل إلى شبابنا وفتياتنا عن طريق شبكة الإنترنت أو القنوات الفضائية الإباحية.

ومن هذا المنطلق قمنا بتأسيس مجموعة عمل في المجالات الطبية المتعلقة بالعلاقة الجنسية هدفهم الأول نشر الوعي السليم ووضع الضوابط لعلاج مثل هذه المشكلات وكذلك عمل الدراسات والاحصائيات المتعلقة بذلك. كما أننا نقوم الآن لعمل برنامج متكامل من محاضرات وكتب وموقع الكتروني لنشر الثقافة الجنسية السليمة في ظل سماحة ديننا الكريم أما بالنسبة للضعف الجنسي لدى السيدات فقد ثبت أنه ينقسم إلى قسمين: قسم له علاقة بضوابط اجتماعية ونفسية وأعتقد ان أطباء الأمراض النفسية المشاركين في هذه الندوة أقدر على شرحها.

والقسم الآخر قسم عضوي قبل ان نبدأ فيه يجب ان ننوه ان هذه العلاقة ولخصوصيتها عند المرأة يجب ان يبدأ بها الرجل ولا تعد المرأة ان لم تبدأ بها أو تظهر برغبتها فيها أنها تعاني من أي اضطرابات جنسية لقوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين}.. فجعل التقديم والبدء مهمة الرجل وذلك للمحافظة على حياء المرأة وقد يكون الاضطراب الجنسي في بعض أو كل مراحل الاتصال الجنسي وهي:

1- الرغبة.

2- الإثارة

3- بلوغ الذروة.

4- العودة.

بالإضافة إلى ان المرأة قد تشعر بآلام أثناء العملية الجنسية وعلى عكس ما يتبادر إلى ذهن الرجل من أهمية الجانب العضوي في العلاقة الا ان الجانب النفسي أهم لدى المرأة، فإنه يغلب على المرأة الجانب العاطفي على الجانب العضوي في هذه العلاقة والمشاكل العاطفية من خوف الفتيات من الجماع في أول فترة من الزواج ومن الوصول إلى الذروة أو من الخجل الذي قد يفسد هذه العلاقة، فيجب على المرأة تفهم هذه العلاقة على أسس دينية وعاطفية سليمة، كما ان عليها تفهم متطلبات الرجل في هذه العلاقة وان هذا التصرف قد يفهم من قبل الزوج بالرفض لشخصه مما قد يؤثر سلباً على العلاقة الزوجية كلها.

أما عن الأسباب العضوية فإن من أهمها الاتزان الهرموني لدى المرأة. فهرمون الاستراديول والمشهور بهرمون الأنوثة مسؤول عن صحة الجهاز التناسلي لدى المرأة وافرازاته، ونقص هذا الهرمون قد يسبب جفافاً وألماً في الجماع.

كما ان هرمون التستستيرون ومشتقاته والمعروف بهرمون الذكورة والموجود بنسبة قليلة لدى النساء وله دور هام لبلوغ المرأة الذروة، ونقص هذا الهرمون قد يسبب عدم وصول المرأة للذروة وما يترتب على ذلك من عدم الشعور بالرضا من العلاقة في بعض الأحيان.

وكذلك هرمون الحليب وهرمونات الغدة الدرقية لها دور في الصحة الجنسية لدى المرأة.

أيضاً الألم المصاحب للعلاقة الجنسية والذي قد ينتج عن التهابات مهبلية أو اضطرابات هرمونية ان لم يعالج واهمل قد يؤدي إلى إثارات عصبية تزيد من الألم مع مرور الوقت، لذا يجب الاهتمام بعلاج المسبب للألم وعدم اعتباره أمراً مسلماً به يصاحب العلاقة الجنسية.

كما ان مرض السكري قد يؤثر على الصحة الجنسية من جوانب هرمونية وعصبية وكذلك الحال في بعض الأمراض العصبية.

كما ان العديد من العقارات قد تؤدي إلى الضعف الجنسي وبالأخص العقارات النفسية مثل مضادات الاكتئاب كما ان العمليات الجراحية في الحوض كاستئصال الرحم لها أيضاً أثر سلبي على الحالة الجنسية للمرأة.

وبالرغم من ان هذا التخصص الطبي.. الضعف الجنسي لدى المرأة مازال حديث العهد والمعلومات ما زالت تحتاج إلى كثير من الدراسات والأبحاث، إلاّ ان هناك علاجاً للعديد من المشاكل النفسية والعضوية لذا يجب على الزوجين مراجعة الطبيب أو الطبيبة عند شعورهم بوجود خلل ما في العملية الجنسية وعدم الخجل والسكوت لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل عضوية ونفسية كبيرة.

@ ماذا عن المشاكل الجنسية عند النساء: هل من جديد في التشخيص والمعالجة؟

- الدكتور كمال حنش: كما أوردنا في مقالة سابقة نشرت في جريدة "الرياض" حول المشاكل الجنسية عند النساء فقد انحصر دورهن في العملية الجنسية عبر العصور على ارضاء أزواجهن بدون محاولتهن احراز أية لذة ذاتية في مختلف أنحاء العالم وقد تقبلت معظم النساء تلك المسؤولية الزوجية حسب تربيتهن والتقاليد المتبعة بدون أي تذمر أو اعتراض مع تسلميهن للأعراف التي تؤكد ان الجنس هو الوسيلة المتميزة للانجاب بدون أي اعتبار لحصولهن على أية لذة جنسية وإرواء لشهواتهن أثناء القيام بها.

لا شك ان للمرأة دوراً أساسياً ومهماً في إنجاح العملية الجنسية فإذا ما فشلت في ذلك أصبح الجماع روتينياً وباهتاً وليس به ما ينعش الحياة الزوجية ويوثق روابطها ويبني علاقة متينة بين الزوجين قائمة على الحب المتبادل، والاحترام ومراعاة الشعور والمشاركة.

وتعد الاضطرابات الجنسية الانثوية من أكثر الأسباب حدوثاً وتعقيداً وصعوبة في التشخيص والمعالجة مع أقل نسبة في النجاح من التي تصيب الرجال عامة، وذلك لارتباطها بعوامل عديدة منها عوامل بيولوجية، اجتماعية، تربوية، هرمونية، نفسية وتطبعية والتي تصيب حوالي 05% من النساء في حين ان 07% من زوجات الرجال الذين يشتكون من العجز الجنسي قد يصبن أنفسهن بالاضطرابات الجنسية التي تمنعهن من أي تجاوب جنسي بل تسبب لهن العذاب وتدفعهن إلى النفور من الجنس ونبذه أو القيام بالتمثيل أثناء المجامعة مع التظاهر بالحصول على اللذة لارضاء أزواجهن.

وأما معدل الاضطرابات الجنسية الأنثوية حسب الدراسات العالمية، فإنه يتراوح بين 04% و54% مقارنة بحوالي 12% عند الرجال كما أكد مركز الصحة العالمية وكانت نسبة تدني الاهتمام بالجنس عند النساء حوالي 33% منهن في الولايات المتحدة الأمريكية والسويد و71% في بريطانيا بينما غابت الرغبة الجنسية لدى 8% منهن في فرنسا و53% في فنلندا. واشتكت حوالي 61% من النساء اللواتي تراوحت أعمارهن بين 55و 75عاماً في ايسلندا من عدم القدرة على التهيج. وفي دراسة عالمية على 0009امرأة وحوالي 00011رجل ما بين العقد الرابع والثامن من العمر في 92دولة أظهرت نتائجها ان أعلى نسبة للمشاكل الجنسية الأنثوية دونت في شرق آسيا وجنوب شرقها مع معدل نقص في الاهتمام بالجنس في حوالي 62% و34% وعدم القدرة على بلوغ الشبك أو الذروة في حوالي 81% و14% من تلك الحالات. وتضمنت أسباب تلك الأعراض الجنسية عوامل اجتماعية ونفسية تؤثر على الرغبة الجنسية فضلاً عن ان نجاح التواصل والرضا الجنسي وترابطه مع السعادة في الزواج والخبرة الجنسية والعلاقات الزوجية المميزة والأفكار الإيجابية حول الجنس والثقافة العالية والمستوى الاجتماعي الرفيع. وقد أبرزت عدة دراسات المعدل المرتفع للمشاكل الجنسية في كل أنحاء العالم خصوصاً لدى النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس بنسبة 52% إلى 36% مع تفاوت النتائج بين الدول وبنسبة 85% و36% لفقدان الرغبة الجنسية وحوالي 12% و03% لعدم التهيج الجنسي وحوالي 12% و92% لغياب الذروة وحوالي 9% إلى 51% للآلام التناسلية أو المهبلية أثناء الجماع. صنفت المشاكل الجنسية طبياً عند النساء إلى خمس فئات وهي:

1- عدم الاهتمام الجزئي أو الكامل بالجنس.

2- فقدان الرغبة الجنسية.

3- غياب الإثارة أو التهييج الجنسي الذي يشمل احتقان المهبل والبظر وتبلل المهبل أثناء الجماع.

4- عدم بلوغ الذروة أو النشوة الجنسية بالرغم من الإثارة الجنسية النشيطة.

5- آلام أثناء الجماع.

والجدير بالذكر، أنه حيثما ان النشاط الجنسي الأنثوي يرتبط بالعوامل البيولوجية والسيكولوجية والتربوية والاجتماعية والتطبيقية فذلك يكوّن نظاماً متعدد الأجزاء يستدعي سلامة كل منهما للتجاوب التام والأداء السليم مما يفسر أيضاً صعوبة تشخيص ومعالجة الاضطرابات الجنسية لديهن التي تعود عادة إلى مزيج من الأسباب الهرمونية والعصبية والنفسية والتناسلية والوعائية والدوائية. ومن أبرز الأسباب العضوية النقص في مستوى الهرمون الأنثوي والذكري خصوصاً بعد سن اليأس أو نتيجة استئصال المبيضات وارتفاع تركيز هرمون البرولكتين أو ما يدعى بالعامية بهرمون الحليب وداء السكري والتهاب المفاصل والأمراض البولية والتناسلية وتصلب الشرايين وبعض الأمراض العصبية والجراحة الحوضية وانسداد الشرايين القلبية التاجية وارتفاع الضغط الدموي وفرط تركيز الكولسترول والتدخين والادمان على الكحول واستعمال بعض العقاقير المضادة للكآبة وارتفاع الضغط والمسكنات وبعض المواد الكيميائية وغيرها. وتشمل الأسباب النفسية الضغط الفكري والقلق والاكتئاب والتعرض إلى الاغتصاب الجنسي سابقاً والمشاكل الزوجية والادمان على المخدرات وقلة الاحترام النفسي وعدم الرضا عن المظهر الجسدي والاضطرابات الشخصية والنفور من الزوج. وقد أظهرت بعض الأبحاث الحديثة ترابط المشاكل الجنسية عند النساء مع إصابتهم بالسمنةوارتفاع الشحيمات في الدم مع نقص في مستوى الكولسترول الجيد وارتفاع الضغط الدموي وزيادة نسبة السكر في الدم ومنه بعض العوامل الأخرى التي قد تلعب دوراً أساسياً في التخاذل الجنسي عند المرأة تلك التي تعود إلى الأساليب المتبعة أثناء الجماع التي تفتقر إلي الخبرة عند الزوج وجهله الكامل للجهاز التناسلي الانثوي وعدم ادراكه أهمية المداعبة قبل الجماع والوسائل الضرورية لتهيج المرأة ومساعدتها على بلوغ الذروة بكل حنو ومحبة واحترام وتقدير.

وهنالك عوامل أخرى كالعلاقات العاطفية والحالات النفسية والنظرية حول الجنس وأهميته والثقافة الجنسية والتربوية والمعتقدات والاختبارات الجنسية السابقة التي قد تفوق بأهميتها العوامل العضوية لدى بعض النساء.

فكل تلك المعطيات تجعل مشاكلهن الجنسية صعبة وغير قابلة لعلاج واحد كحبة الفياغرا مثلاً وقد تتطلب اشتراك عدة اختصاصات طبية تعمل كفريق واحد من الأخصائيين في المسالك البولية والتناسلية والأمراض النسائية والغدد الصماء والطب النفسي والمشاكل الزوجية لتشخيص أسبابها واتباع علاج ناجح في معالجتها. ومن أهم الوسائل التشخيصية تاريخ المرأة الطبي والجنسي والاجتماعي والسيكولوجي والفحص السريري الكامل والقيام ببعض التحاليل المخبرية على الهرمونات النخامية والانثوية والذكرية لتحديد مستواها وتقصي المعلومات حول العلاقات الزوجية ومختلف العلاجات التي استعملت لمعالجة الاضطرابات الجنسية ومدى تأثير تلك المشاكل الجنسية على جودة حياتهن وعلاقتهن مع أزواجهن خصوصاً ان البرودة الجنسية عند بعض النساء قد يكون سببها الزوج نفسه الذي يمارس الجماع وكأنه يسحب مالاً من الصراف الآلي، فيهمل رقة شعور زوجته ورغباتها لانعدام تبادل الآراء حول الجنس بينهما ويجهل الأحوال والقواعد الأساسية لانجاح الاتصال الجنسي فلا يهمه إلاّ اشباع رغبته غير مبال بزوجته وأولوياتها العاطفية وأهمية المداعبة والتعبير عن امتنانه لها عند نهاية الجماع للحؤول من عدم جعل الاتصال الجنسية عبئاً عليها تشترك به مكرهة وبدون أي شعور باللذة وتنبذه أحياناً متذرعة بأسباب مرضية أو عائلية لاسيما انه كما أظهرته دراسة علمية أجريت على الآلاف من النساء فإن حوالي 86% منهن يفضلن المداعبة قبل الجماع والرومانسية وتبادل العواطف على الولوج والمجامعة نفسها علاوة على المشاكل الزوجية أو المادية أو نتيجة عدم احترامه لها ولشعورها أو خيانته لها أو بسبب فقدان أي حب أو عاطفة بينهما أو ارغامها على مزاولة الجنس عندما لا تكون راغبة أو مستعدة له.

أما بالنسبة إلى المعالجة فترتكز على نوع وفئة المشكلة الجنسية وأسبابها المتعددة وقد تشمل المنشطات الجنسية والهرمونات الانثوية والذكرية والمعالجة النفسية والتثقيف الجنسي لكلا الزوجين وتوفيرهم المعلومات الأساسية لانجاح الاتصال الجنسي وإزالة المشاكل الزوجية بينهما.

"الرياض" لكن بوضوح هل البرود الجنسي عند المرأة يشكل نسبة كبيرة وماهو؟

د. غادة الخولي: البرود الجنسي عند المرأة يختلف في مفهومه العلمي عنه عند العامة حيث إنه في العامة هو القاعدة فالمرأة عادة ما تكون باردة جنسيا وان كانت خلاف ذلك فهي شاذة غريبة ولابد وأن يكون لها ماض مشين اكسبها خبرة واحساساً فالمرأة عند الرجل في مجتمعنا الشرقي اما شريفة بريئة باردة او غير شريفة مجربة حساسة، بمعنى آخر فالحس الجنسي هو التهمة والأمنية في نفس الوقت.

كما أن تعريف البرود الجنسي عند معظم الناس هو عام متعدد غير مشروط بأسباب أو ظروف أو أحوال فهو اما عدم اقبال المرأة على الجنس او عدم استمتاع المرأة بالجنس او عدم طلب المرأة للجنس او عدم بلوغ المرأة حد النشوة أو الذروة في الجنس، وهذا يختلف عن المفهوم العلمي شكلا وموضوعا.

فمن المنطلق العلمي يشترط لتشخيص البرود الجنسي تحديد مرحلة البرود وتوقيته وظروفه ونوع العلاقة الزوجية ومدى التفاعل والتواصل بين الزوجين سواء أثناء الجنس أو خارجه وبدايته وثباته وغيرها من العوامل الأساسية لوصف امرأة او تشخيصها على أنها تعاني من برود جنسي، فالبرود الجنسي عند المرأة او الرجل سيان هو مرض وليس صفة.

فالمرأة تكون باردة جنسياً في حالة عدم رغبتها في ابتداء الجنس بشرط ان يكون هذا ليس له علاقة بنوع العلاقة الزوجية أو الجنسية او مشاعرها ناحية الزوج او حالتها الصحية أو النفسية، بمعنى انها على الرغم من أنها تحب زوجها في المظهر والجوهر وبالرغم من انها تشعر بالاثارة عند اتمام العملية الجنسية وتصل للنشوة وبالرغم من ان زوجها يفهم مواضع الاثارة فيها نفسيا وجسديا وبالرغم من انها لا تعاني من مرض نفسي او جسدي مزمن فانها لا ترغب في الجنس، بمعنى آخر فالبرود الجنسي من المنطلق العلمي هو ضعف الرغبة في الجنس وبالرغم من الاستمتاع به وهو يحدث عن الرجل والمرأة.

وضعف الرغبة في الجنس مع وجود هذه الشروط يكون له اسباب عدة منها وقتي مع حمل أو بعد الولادة أو مضاعفات جانبية لبعض الأدوية او اكتئاب ومنه دائم وفي هذه الحالة تكون شخصية المرأة ضعيفة على المستوى الانساني عموما فهي جافة متحفظة سلبية غير واثقة من نفسها وغير راضية عن نفسها انقيادية او تعاني من مرض جسدي او نفسي مزمن، كذلك التدخين وأدوية منع الحمل والاعتداء الجنسي في الصغر له تأثير سلبي على الرغبة الجنسية.
"الرياض": بالنسبة إلى غياب الرغبة الجنسية عند المرأة ما أبرز الحالات العلاجية:
د. كمال حنش: فبالنسبة إلى غياب الرغبة الجنسية ومشاكل التهيج الجنسي عند النساء الذي يتمثل بعدم حدوث احتقان دموي في المهبل والبظر أو تبلل المهبل المرادف للانتصاب عند الرجل فإن أبرز العلاجات تقوم على تثقيف المرأة وزوجها حول تشريح وفيزولوجية الجهاز التناسلي الانثوي والتغييرات الجسدية التي تحصل بعد تجاوز سن اليأس والتفاعل بين العوامل البيولوجية والعقلية والعلاقة الزوجية في تسبب المشاكل الجنسية عندها. ويلعب أخصائي الأمراض النفسية الدور الأساسي في معالجة حالات عدم الاهتمام بالجنس أو فقدان الرغبة الجنسية بتصحيح الأوهام والتحرفات والخرافات حول الجنس وتطبيق طريقة Masters and Johnson في التركيز المدرك بالحواس Sensate Focus الذي يشدد على اتباع اللمس الجسدي بين الزوجين الذي يستثني الأعضاء التناسلية في البداية ويشملها مع تقدم العلاج بطريقة غير متطلبة. ويعتبر هذا الأسلوب العلاجي كمحاولة لإزالة الحساسية المتزايدة للقلق والخوف من الفشل ويحث الزوجين على التركيز على اللذة الشهوانية بدل من اهتمامهم بالانتصاب ونجاح المجامعة وتحاشي الالتهاء بأمور أخرى أثناء التهيج الجنسي واستعمال سبل متعددة للإثارة الجنسية حسب أفضلية كل منهما. ورغم ان النتائج الأولية لتلك الطريقة العلاجية كانت جيدة في البداية إلاّ ان نجاحها لا يلبث عادة في الانخفاض في معظم تلك الحالات مع مرور الوقت. وقد استعملت أيضاً لتلك الحالة مختلف العقاقير أبرزها التستوسيترون وهرمون DHEA الذكري المفروز من الكظر ولصقات هرمونية ذكرية مثل Intrinsa وهلامة التستوستيرون Androgel مع الهرمونات الانثوية وغيرها، ولكن مع نتائج متفاوتة بالنجاح وغير مشجعة في معظم الحالات إلاّ بالنسبة إلى زيادة الرغبة الجنسية والإثارة في بعضها.
وتركزت معالجة غياب الإثارة أو التهيج الجنسي خصوصاً عند بعض النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس أو التي تعرضن إلى استئصال الرحم والمبايض باستعمال عقار الفياغرا الذي أدى إلى تحسن احساسات الأعضاء التناسلية والاشباع الجنسي أثناء المداعبة والمجاملة. وقد استعملت أيضاً في تلك الحالات مراهم بروستغلندين الموسعة لشرايين البظر وعقار Tibolone المحتوي على الهرمونات الذكرية والانثوية مع نتائج جيدة من حيث زيادة الرغبة الجنسية واللذة خصوصاً في حال وجود ضمور ونشاف في غشاوة المهبل. والجدير بالذكر ان استعمال الهرمونات الذكرية قد تترافق مع بعض الأعراض الجانبية كزيادة الشعر في الوجه والجسم وظهور علامات رجولية أخرى بينما استعمال الهرمونات الانثوية قد تسبب أحياناً سرطان الرحم إذا ما استعملت لمدة طويلة.
إذا ترافقت الاضطرابات الجنسية مع الكآبة يتم معالجتها تحت إشراف أخصائي الأمراض النفسية بالعلاج النفسي وبعض مضادات الاكتئاب التي قد تؤثر أحياناً على الطاقة الجنسية. وعلاوة على تلك المعالجات الدوائية التي برهنت على نجاح مقبول ثم أيضاً استعمال مخيلة تدعى EROS تتكون من انبوب بلاستيكي يوضع على البظر ويحدث رشف الهواء حوله لزيادة جريان الدم فيه. ولكنه بالرغم من جميع تلك المعالجات التخبيرية مع نتائجها المتواضعة لا نزال عاجزين عن معالجة تلك الحالة بنجاح لاسيما أنها تستدعي مزج العلاج السيكولوجي والدوائي والآلي تحت إشراف مجموعة من الأخصائيين وبعد التأكد من رغبة ودافع المرأة للعلاج وسلامة علاقتها الزوجية وعدم إصابة زوجها بالعجز الجنسي الذي قد يؤثر سلبياً عليها وينفع علاجه الناجح في تحسين أعراضها الجنسية. وعلينا التشدد على أهمية تثقيف الزوج حول أفضل الوسائل لإثارة زوجته جنسياً والتركيز على البظر كأهم مركز جنسي لديها. وقد نشرت حديثاً دراسة أمريكية أظهرت نتائج جيدة بالنسبة إلى معالجة حالات فقدان الرغبة والإثارة الجنسية باستعمال التعديل العصبي Neuromodulation بواسطة منبه الكتروني موصول بشرائط مركزة على الأعصاب العجزية S2-S4.
وأما بالنسبة إلى معالجة حالات عدم تمكن المرأة من بلوغ الذروة أو الايغاف فإنها تقوم عادة على العلاج السيكولوجي واستعمال طريقة Masters and Johnson التي شرحناها سابقاً والتثقيف الجنسي والتعديل السلوكي الاستعراضي والقيام بتمارين خاصة في البيت للإثارة الجنسية الذاتية ومحاولة بلوغ الذروة وتوفير الإرشادات الطبية للزوجين حول أفضل الأساليب في الجماع علاوة على استعمال بعض الهرمونات الانثوية وأحياناً الذكرية بشكل هلامة مهبلية مع متابعة المرأة دورياً أو التأكد من عدم إصابتها بأورام في الرحم نتيجة المعالجة الهرمونية. ويضاف إلى تلك المعالجات تدريب المرأة على تقوية عضلات الحوض بالقيام بتمارين Kegel وإرشادها على اتباع حمية متوازنة لتخفيف الوزن والاقلاع عن التدخين والكحول وممارسة الرياضة اليومية الاوكسيجينية واستعمال الهزاز للإثارة البظرية واستعمال التمارين الاسترخائية التي قد تنجح في معالجة قلة التهيج وعدم بلوغ الذروة. وعلى الطبيب المعالج التأكد بواسطة التحاليل المخبرية عن عدم إصابة تلك النساء بفرط مستوى هرمون البرولكتين في الدم الذي قد يكون مسؤولاً عن الاضطرابات الجنسية والذي يمكن معالجته بعقاقير كابرغولين أو بروموكريبتين بنجاح مع تحسن ملحوظ في الأعراض الجنسية.
وتعود أسباب الجماع المؤلم الذي يصيب حوالي 2% إلى 51% من النساء الناشطات جنسياً إلى عوامل منها نفسية كالقلق والاكتئاب والاعتلال العقلي والاضطرابات الشخصية وتعرض المرأة في الاغتصاب سابقاً، ومنها عضوية كضمور غشاوة المهبل والالتهابات التناسلية التي تصيب الدهليز والشفات أو المهبل أو عنق الرحم أو بسبب الاعتلال العصبي وتشنج عضلات الحوض أو آلام الحوض المزمنة أو نقص في الهرمون الانثوي أو أورام المبايض أو الانتباذ البطاني الرحمي أو ليقوم الرحم وغيرها.
وترتكز المعالجة السيكولوجية أو الدوائية على الأسباب المشخصة. وتقوم عادة معالجة العوامل النفسية تحت إشراف أخصائي الأمراض النفسية علاوة على وسائل علاجية أخرى تشمل تدليك الحوض والقيام بالتمارين الاسترخائية والجنسية والمعالجة البيولوجية الاسترجاعية وتصحيح المشاكل الزوجية مع استعمال بعض مضادات الاكتئاب ومضاد الصرع مثل Gabapentin وغيرها من العقاقير مثل Carbamazepine وVenlafaxine ويحظر استعمال النضج المهبلي بالصابون وارتداء الثوب الداخلي المحتوى على مادة النيلون وينصح الامتناع عن الولوج المهبلي حتى يزول الالتهاب وتتحسن الأعراض السريرية.
وفي حال حصول تشنجات مهبلية أثناء أو بعد الولوج Vaginismus التي قد تسبب آلاماً شديدة تمنع المجامعة فقد تعود أسبابها إلى عدة عوامل نفسية وعضوية تشمل الاغتصاب في الماضي وانعدام الخبرة الجنسية والاعتقاد الخاطئ حول الجنس والخوف من عملية الولوج. ويعتمد معالجتها على التعديل السلوكي والتثقيف الجنسي والتمارين الاسترخائية لعضلات الحوض والمعالجة النفسية والقيام طبياً بتمديد المهبل التدريجي بأدوات موسعة مع نجاح جيد في معظم تلك الحالات إذا ما تقبلت المرأة هذا العلاج المؤلم ووافقت عليه.
وفي ابتكار جديد في معالجة الاضطرابات الجنسية الانثوية قام فريق أمريكي بقيادة الدكتور فرغوسون FERGUSON باستعمال زيت نباتي يدعى (زسترا) ZESTRA لتدليك البظر والشفيرات وفوهة المهبل على عشر نساء يشكين من نقص في الرغبة الجنسية وغياب الإثارة الجنسية والذروة فاظهروا نتائج جيدة بالنسبة إلى استرجاع الرغبة والشهوة والتهيج الجنسي وزيادة حساسية الأعضاء التناسلية والاستمتاع بالمجامعة وبلوغ الذروة أو الايغاف. وبناء على تلك النتائج الأولوية المشجعة وافق مركز التغذية والأدوية الأمريكي ان تقوم الشركة المصنعة باختبارات إضافية على 003امرأة لاثبات تلك النتائج وسلامة هذا الزيت النباتي.
والخلاصة ان المشاكل الجنسية عند النساء الشائعة والمنتشرة عالمياً والتي قد أهملت تماماً في الماضي تلاقي حالياً إقبالاً طبياً وهاماً ومكثفاً في البحث عن أسبابها وتطبيق وسائل مبتكرة في تشخيصها ومعالجتها. ولكن تلك الاضطرابات النابعة عادة عن عدة عوامل سيكولوجية وثقافية وتربوية وبيولوجية وسلوكية وعائلية وتطبيقية قد تعبر عن خلل أصاب المراكز العقلية والعضوية التي تتحكم بالعملية الجنسية الطبيعية مما يفسر ارتفاع نسبتها وصعوبة معالجتها بنجاح. وفي الوقت الحاضر يعتبر العلاج النفسي والسلوكي أفضل الوسائل لمعالجة نقص أو انعدام الرغبة والإثارة الجنسية عند النساء اللاتي لم يتجاوزن سن اليأس والعلاج الهرموني مع منشط جنسي لمن تعدوه من النساء.
والجدير بالذكر، ان لكل امرأة حقوقها التي منحها لها الخالق سبحانه وتعالى للاستمتاع باللذة والنشوة الجنسية بكل بهجة وهناء وأي خلل في قدرتها الجنسية النفسية أو البيولوجية المنشأ أو بسبب اهمال أو انانية أو جهل أو استهتار الزوج، تفقد العملية الجنسية رونقها وحلاوتها وتغدو مملة وباهتة وخالية من كل لذة وعاطفة وحب متبادل واحترام وتقدير وتسبب المشاكل الزوجية التي قد تقود الزوجين نحو الطلاق. وأملنا ان ينجح الخبراء في ابتكار أساليب مبتكرة ومتقدمة في معالجة تلك الحالات الجنسية المنغصة لجودة حياة المرأة وزوجها ليتمكنا بعون الله عز وجل من الاستمتاع بحياة زوجية براقة قوامها الحياة الجنسية السليمة والممتعة إن شاء الله.
د. غادة الخولي: أما عدم الاستمتاع بالجنس فهو مختلف عن عدم الرغبة ففي هذه الحالة ترغب المرأة في الجنس ولكنها لا تستمتع به، وتكمن الأسباب عادة في طبيعة العلاقة بين الزوجين، فهي علاقة تنقصها التواصل والتفاهم والمودة والرحمة فالرجل يقوم بالجنس من طرفه ويعتبر المرأة جهاز استقبال وهي تخاف التواصل معه وايضاح ما يرضيها، وتتم العملية الجنسية بشكل روتيني ممل لا تجديد فيه ولا ابتكار.
عدم وصول الذروة في الجنس هو أمر آخر تصفه العامة ايضا بالبرود الجنسي وفي هذه الحالة تقبل المرأة على الجنس وتستمتع به ولكنها لا تصل الى مرحلة النشوة وهي ضرورة للاحساس الكامل بالجنس والشعور بالرضا والسكينة من بعده، ومن أسباب ذلك عدم علم المرأة بعلامات النشوة، الاستعجال في العملية الجنسية خاصة مرحلة المداعبة، سرعة القذف في الرجل، عمليات الطهارة الشديدة، خوف المرأة من الجنس وعدم التلقائية في أدائها.
وبعض الناس يعتبر البرود الجنسي هو سلبية المرأة في الجنس فالمرأة لا تطلب الجنس ولا تبادر اليه، وقد يكون ذلك صحيحا ولكن قبل أن تتهم المرأة بالبرود نحاسب المجتمع في نظرته للجنس على أنه مذكر وليس مؤنثاً فالبنت لها الرومانسية والحب العذري والرجل له الجنس والرغبة فنكبت الرغبة في الأنثى ونعلمها انها عيب وليست حراماً تسقط
حرمانايتها بعقد الزواج. كما أن الاختيار في الزواج وما فيه من القبول الذي يكفل علاقة جنسية صحيحة كما يريده الله سبحانه وتعالى جعلناه نحن من العيب وأشبنا الزواج بتقاليد عقيمة اهلكت الزواج ومن ثم المجتمع بأسره.
وللبرود الجنسي في المرأة أسباب في الرجل، ففي مجتمعنا الشرقي تزهد المرأة الجنس ولا تبغضه. فدائماً تشكو المرأة من زهدها في الجنس لأنها لم تجد فيه أي لذة وأنها قبل الزواج كانت تتوقع أنه غريزة فطرية لا تحتاج الى مجهود للاستمتاع بها. ولكن هذا ليس هو الحال فالجنس هو حصاد علاقة متفتحة منفتحة بين رجل وامرأة ليس علاقة قمع وأنانية من طرف واحد كما هي في معظم الأحيان. فالرجل في مجتمعنا الشرقي ما زال يتعامل بازدواجية وخاصة في الجنس فهو يكره ما يحب مع الزوجة متحفظ متهجم يراقبها ويحاسبها وينتقدها ويحب ما يكره مع غير الزوجة.
عزيزي الزوج اختر الوقت المناسب للجنس فلابد أن يعلم الرجل احتياجات زوجته الجنسية وميعاد ازدياد الرغبة الفسيولوجي، فالنساء والرجال تختلف في احتياجاتهم الجنسية وكذلك الشخص الواحد في المراحل العمرية المختلفة والظروف المختلفة فلا توجد امرأة كالأخرى ولا رجل كالآخر. لابد وان تتجنب النقد والمقارنة وخاصة امام التلفاز. حاول ان تفهم احاسيس المرأة بشكل مباشر منها وليس من الأشرطة الخليعة وكلام الأصدقاء.
وللبرود الجنسي في المرأة اسباب في المجتمع فعدم المعرفة الصحيحة عن الاستجابات الجنسية الطبيعية وما يحتاجه الرجل من المرأة والعكس ما تحتاجه المرأة من الرجل، اعتبار الجنس مرادف للرذيلة والذنب والعيب، المنجاة بالحب العذري في الشعر والنثر واعتبار ما حلل الله من علاقة بين الرجل والمرأة منكراً يدنس الحب، آفات في المجتمع لابد من علاجها والتصدي لها.
الجنس هو غريزة تتحد فيها النفس مع الجسد ولكي نعالج المشاكل الجنسية فلابد وان يفحص الشخص من الناحية النفسية والجسدية. وعلى هذا فان انعدام الرغبة في الجنس هي مشكلة مرضية بعد استثناء ومعالجة مشاكل العلاقة الزوجية والزوجة والزوج والمجتمع تحتاج الى تشخيص السبب وعلاجه. فمثلاً من المشاكل الجسدية السكر، خلل الغدة الدرقية، خلل هورمونات الكورتيزون ومن الناحية النفسية الاكتئاب واضطرابات الشخصية والوسواس القهري.
وهذه نصائح عامة لعلاج المشكلة بالتفاعل والتواصل الجسدي والحسي واللفظي أثناء الجنس، التركيز على المشاعر أكثر من الخطوات، البعد عن التكرار والروتين، ركز على نفسك وساعد الطرف الآخر على اثارتك لابد ان يكون الطرفان مهيئين نفسياً وجسدياً استعمل خيالك. أيها الرجل شعور المرأة بالجنس هو شعورها بالرغبة والتحكم والمركزية والاحتياج فاذا خلا الجنس من هذا فقدت احساسها واتهمتها بالبرود فهذه التهمة منك واليك.
@ "الرياض": إذاً هل هناك مراحل معينة لهذه العملية؟
- د. عمرو جاد: أحب أن أوضح المراحل الجنسية لدى المرأة ومعنى الخلل فيها.
1- الرغبة: وهي اول مراحل العلاقة وتبدأ بشعور المرأة بالرغبة في العلاقة ويتبع ذلك زيادة في ضربات القلب وضغط الدم وارتفاع بسيط في درجات حرارة الجسم كما يحدث تغيرات مهبلية أهمها زيادة في الافرازات.
وضعف الرغبة يعني استمرار رفض المرأة لقبول فكرة العلاقة الجنسية مع عدم وجود موانع شرعية لها وعدم شعورها بالرضا في ادائها.
2- الإثارة: تبدأ مع البداية الحقيقية للعلاقة وعادة ما تكون ناجحة في حالة وجود الرغبة وقد تعتبر جزءاً تابعاً للرغبة.
وضعف الإثارة يعني رفض المرأة وعدم رغبتها في إتمام العلاقة الجنسية "الإيلاج" بالرغم من رغبتها في بقاء الزوج بقربها ورضاها عنه إلا أنها ترفض إتمام العملية وغالباً ما يكون السبب نفسياً لتعرضها الى آلام سابقة أو للخجل الشديد.
3- الذروة: بالرغم من عدم وجود تعريف محدد للذروة لدى المرأة إلا انها حالة من النشوة يصاحبها إنقباضات متعددة في عضلات الحوض والمهبل وعادة ما تكون مصحوبة بالرضا من العلاقة الجنسية من الطرفين.
والجدير بالذكر هنا ان الكثير من النساء في العالم العربي والغربي لا يصلن إلى هذه المرحلة في كثير من الجماع، إلا أنه عدم بلوغه نهائياً يعد اضطراباً جنسياً، ومن أسبابه خوف المرأة من وصولها إليه لخجلها من أن يظهر عليها وهي مشكلة نفسية هامة يجب الالتفات إليها لعلاجها.
كذلك كما أشرت نقص هرمون الذكورة ومشتقاته قد يكون له أثر كبير وعلاج ذلك يحتاج إلى طبيب متخصص في هذا المجال لما قد يسببه العلاج الهرموني من ظهور مشاكل ومضاعفات.
4- العودة: وهي إنتهاء حالة الذروة وعادة تكون في نهاية ا لعلاقة الجنسية وهي جزء مهم منها حيث ان انقطاع الرجل المفاجئ لهذه العملية قد يؤدي إلى مشاكل نفسية لدى الزوجة قد يصل أحياناً الى اعتبار الزوجة انه اهانة لها، إلا ان هذه المرحلة لدى المرأة تكون قصيرة الوقت لثواني معدودة تستطيع بعدها المرأة الرجوع الى مرحلة الإثارة فقد تصل المرأة الى الذروة ا كثر من مرة في الإتصال الجنسي الواحد على عكس الرجل.
وكما ذكرت قد يكون الضعف في بعض أو كل هذه المراحل وعلى الزوجة كما على الزوج محاولة حل هذه المشاكل وعلاجها ليكون في هذه العلاقة، السعادة المكملة للمودة والرحمة التي فرضها الله تعالى في العلاقة الزوجية السوية.

http://www.alriyadh.com/2006/11/28/article204921.html