صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: فرضيات البحث العلمي / منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

  1. #1
    باحث جديد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    3

    Cool فرضيات البحث العلمي / منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

    الفرضيات
    الفرضية:-
    وتاتي كخطوة ثالثة من خطوات اعداد البحث العلمي,فالخطوة الاولى وضع عنوان للبحث , والخطوة الثانية تحديد مشكلة البحث,ومن ثم يتم وضع الفرضيات وذلك بناءا على مشكلة البحث المراد ايجاد الحلول لها,هل هي فرضيه واحدة رئيسية وشاملة لموضوع البحث ام عدة فرضيات,وتعبر الفرضيات عادة عن المسببات والابعاد التي ادت الى المشكلة.
    تعريف الفرضية :ـ
    1- مبدا لحل مشكلة ما يحاول الباحث ان يتحقق منه باستخدام المادة المتوفرة لدية .
    2- هي حلول او تفسيرات مؤقته يضعها الباحث بنا على قراراتة وخبراته في الموضوع لحل مشكلة البحث ونكنب جميع فرضيات البحث بطريقة يجعلها وثيقة الصلة بمشكلة البحث .
    مثال:- للتلفاز اثر سلبي وكبير على اقدام طلبة الجامعة على قراءة الكتب المطلوبة منهم .
    مكونات الفرضية:-
    تشتمل الفرضيات على متغيرين اساسيين" المتغير المستقل والمتغير التابع"فالمتغير التابع هو المتاثر بالمتغير المستقل .
    مثال :- التحصيل الدراسي في المدرسة الثانوية يتاثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج المدرسة.
    المتغير المستقل "التدريس الخصوصي".
    المتغير التابع " التحصيل الدراسي المتاثر بالتدريس الخصوصي" .
    انواع الفرضيات :-
    1- الفرضية الصفرية "h0 " :-
    وتتعلق بمجتمع معين او مجتمعين او اكثر ولكن تصاغ بطريقة تنفي وجود فرق او علاقة دالة احصائيا بين متغيرين او اكثر .
    فهذه الفرضية تعني العلاقة السلبية بين المتغيرات .
    امثلة:-
    - لا توجد علاقة بين التدريس الخصوصي والتحصيل الدراسي.
    - لا توجد علاقة دالة احصائيا بين الطول والذكاء.
    - لا توجد علاقة بين الجنس والتحصيل .



    2- الفرضية البديلة "h1 " :-
    وتعني وجود علاقة دالة احصائيا سواء اكانت هذه العلاقة عكسية ام طردية بين المتغيرات الملاحظة وتسمى بالفرضية المباشرة.
    وتعني الفرضية البديلة وجود علاقة ايجابية بين المتغيرين قيد الدراسة.
    امثلة:-
    - توجد علاقة قوية بين التدخين ومرض السرطان.
    - هناك علاقة ايجابية دالة احصائيا بين التحضير اليومي للدروس وبين التحصيل الدراسي للطالب الجامعي.

    سمات و شروط صياغة الفرضيات:-
    1- معقولية الفرضية وانسجامها مع الحقائق العلميه المعروفة وأن لا تكون خياليه او متناقضه معها.
    2- صياغة الفرضيه بشكل دقيق ومحدود قابل للأختبار وللتحقق من صحتها.
    3- قدرة الفرضيه على تفسير الظاهرة وتقديم حل المشكله .
    4- أن تتسم الفرضيه بالإيجاز والوضوح في الصياغة والبساطة والابتعاد عن العموميه أو التعقيدات واستخدام الفاظ سهلة حتي يسهل فهمها.
    5- أن تكون بعيده عن احتمالات التمييز الشخصي للباحث.
    6- قد تكون هناك فرضيه واحده رئيسه للبحث أو قد تمد الباحث على مبدأ الفروض المتعددة *عدد محدود*على أن تكون غير متناقضة أو مكمله لبعضها البعض.
    7- ان تكون للفرضيات الموضوعة علاقة بمشكلة البحث بحيث يحمل اجابة محتملة لمعالجة مشكلة البحث حيث يدور الفرض حول مشكلة البحث وليس غيرها.

    مصادر صياغة الفرضيات:-
    1- الحدس والتخمين:
    الحدس: ظاهة طبيعية تحدث أو حدثت مع كل منا.فالفرضيات القائمه على الحدس يصعب ربطهما بإطار عام يشملها فالفكره التي يتوصل اليها الباحث عن طريق الحدس قد تكون هي الحل الصحيح للمشكله البحث أو تساعد في التوصل إلى ادراك العلاقات بين الاشياء وفهمها .


    2-الملاحظة والتجارب الشخصيه :
    بحيث يعتمد الباحث على ملاحظاته الشخصيه وتجاربه وخبراته في وضع فرضيات
    محددة.

    3- الاستنباط من نظريات علميه:
    يطلع الباحث على النظريات العلميه في هذا المجال ويدرس اجزاءها وبناءً على ذلك يضع فرضياته.
    4- المنطق :
    قد تبنى الفرضيه على اساس المنطق وحكم العقل الذي يبررها وتتم صياغة الفرضيه بما يتفق مع المنطق .

    ملاحظات هامة حول صياغة الفرضيات :-
    1- يمكن ان يكون للبحث فرضية واحدة رئيسية او عدة فرضيات ويشترط فيها ان تغطي كل الجوانب التي يعنيها البحث.
    2- يمكن ان تصاغ النظرية بالاثبات او النفي ولا تكون لنفس الموضوع بالنفي والاثبات.
    3- لا يستحسن ان تكون الفرضية طويلة او معقدة بحيث يصعب التعرف على متغيري الفرضية "المستقل والتابع".
    4- التاكد من تاثير المتغير المستقل على التابع .
    مثال:- التحصيل الدراسي في المدرسة الثانوية يتاثر بشكل كبير بالتدريس الخصوصي خارج المدرسة.
    5- هناك متطلبات لصياغة الفرضية اهمها المعرفة والخبرة الجيدة في صياغة الفرضية "لا مجال للتفسير العشوائي او الاعتباطي ".
    6- بعد التاكد من صحة الفرضية قد تتحول فيما بعد الى حقيقة ونظرية .

  2. #2
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: فرضيات البحث العلمي

    جوزيتِ آلجنآنٌ يآ أخيتي ..
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  3. #3
    مدير وصاحب الموقع
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    4,413
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي رد: فرضيات البحث العلمي

    جزاك الله خيرا على هذا الجهدتم تثبيت الموضوع لاهميته
    ابو عبدالله

  4. #4

    افتراضي رد: فرضيات البحث العلمي

    قواك الله .

  5. #5

    Question منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي




    منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

    (الكاتب/ د.زاهر زكار*)
    يتضمن كل علم من العلوم،مجموعة قوانين ومبادئ ونظريات،تفسر العلاقات الوظيفية بين ظواهره المختلفة وهذه كلها كانت مجرد فرضيات،بدأت في ذهن الباحث،ثم برهن عليها وحققها من خلال دراستها قبل التحقق من خطئها او صوابها(1). ويسعى الباحث في ذلك لاكتشاف الحقيقة فهو يجمع القرائن ويفسرها تفسيرا منطقيا ويجري وراء خيط يوصله للحقيقة بعيدا عن كل الشكوك،هذا وان كانت الحقيقة ليست شيئا ثابتا او ثوابت،ولكنها حقائق مدعمة بالأدلة التي تقوم عليها بعد فترة من الزمن،والبحث عن الحقيقة ذاتها يبدأ بالتشكيك في النظريات السابقة،وهو ما نعني به الشعور بالمشكلة وبعد ذلك تبدأ مرحلة الفروض العلمية التي يبنيها الباحث على البيانات والمعلومات المتاحة والتي تتيح تفسيرا أكثر قبولا من الأفكار السائدة.
    وتعتبر الفرضية من أكثر ادوات البحث العلمي فعالية(2)،وان الأساليب العلمية للبحث وخاصة تلك التي تهتم بدراسة اسباب ظاهرة معينة وتفسيراتها،لا تتطلب بالضرورة ان تكون مشكلة البحث واضحة ومصاغة بشكل جيد،بل يجب ان تكون على شكل فرضية محددة بدقة يمكن اختبارها والتأكد من صحتها ويعتبر العلم إطارا فكريا عاما،يضم العديد من القوانين والمبادئ والنظريات التي تفسر العلاقات الوظيفية بين الظواهر المختلفة،التي كانت في بداياتها مجرد فرضيات في ذهن الباحث،ثم برهن عليها وحققها عن طريق الدراسة والبحث او انها حلول متوقعة يعتقد فيها الباحث فقط،حتى يتم تجميع براهينه حولها،ويتخذ قرارا بصحتها او خطئها ومن ثم يوجه دراسته للموضوع حتى يصل في النهاية إلى نظرية مقبولة منطقيا تتطابق مع أدلته وحججه.
    ويحاول الباحث عند تقصيه لأي موضوع علمي ان يصل إلى نظرية علمية مقبولة حول هذا الموضوع،فهو يجمع الأدلة والقرائن ويفسرها تفسيراً منطقياً،ويبحث فيها عن خيط مترابط يستنبط منه استنتاجا مدعوما بالبراهين المقنعة التي تؤدي إلى حل هذا الموضوع،ويستند الباحث في هذا إلى البيانات(المعلومات)التي يجمعها حول موضوع الدراسة،فهو أمام سؤال يريد أن يصل إلى إجابة علمية له(أي الحل)،ويتحقق من صحتها من خلال المعلومات والقرائن المتوفرة لديه،معتمدا في ذلك على التفسير المنطقي والترابط الموضوعي بين الأدلة والحجج،فالباحث يهدف من وراء أي دراسة علمية متكاملة تقديم تفسيرجديد يتعلق بموضوع دراسته تدعمه الحجج المقبولة والسليمة،أي بمعنى أدق يهدف الى تأليف نظرية علمية مترابطة تتميز بدرجة كبيرة من الموضوعية وتتفق مع المعلومات المرتبطة بموضوع الدراسة وهذا يعني ان اية حقائق علمية يصل إليها الباحث ليست بثوابت،بل هي حقائق علمية تدعمها الأدلة القائمة وغير القابلة للشك.
    ولا يغيب عن الذهن،ان النظرة العلمية ترفض الجمود الفكري والتقيد بنظرية معينة على أنها غير قابلة تماما للتغيير،فكم من نظرية علمية ثبت خطئها بعد المزيد من الدراسة الأولى لموضوع البحث،بالإضافة الى ذلك،فإن أي تقدم علمي في مجال من المجالات،كثيرا ما يغير من النظريات القائمة في ميدان آخر،ذلك ان الأفكار الإنسانية تؤلف كلا متكاملا يعكس تكامل الحياة وترابطها،والفرضية العلمية هي أيضا قد تحتوي من القرائن والبراهين ما يرفعها الى مرتبة نظرية علمية مقبولة فترة من الزمن حتى تدحضها أدلة جديدة مستندة الى حقائق جديدة،وهذا يعني ببساطة ان المعرفة الإنسانية مهما كانت تقوم على أساس جيد فلا ينبغي التفكير فيها على انها قوانين ثابتة لا تقبل التغيير،فهي مجرد تعميمات مقبولة تدعمها أفضل الأدلة والبراهين،ومن الطبيعي ان يبدأ أي باحث بالشك في آراء سابقيه من الباحثين،ويعتبر هذا الشك نقطة البداية في الرغبة على المزيد من البحث والمزيد من الدلائل التي تفسر الظواهر الموجودة وهذه المرحلة هي مرحلة الشعور بمشكلة البحث،ثم يليها صياغة فرضيات علمية مبنية على معلومات وبيانات،قادرة على تفسير الأشياء بدرجة أكثر قبولا مما هو قائم،وتفسر النظرة العلمية الحديثة كثيرا من النظريات العلمية القديمة على أنها مجرد فرضيات علمية،فالنظرية العلمية لا تقتصر على مجرد التطابق المنطقي بين حججها وبياناتها،وإنما تتعدى ذلك الى التحقق العلمي الناتج عن اختبار أدائها وفرضياتها اختبارا يعتمد بالأساس على التجربة والقياس،وغير ذلك من وسائل البحث العلمي الأخرى.
    ولا ينبغي ان يشار الى الفرضيات العلمية على أنها نظرية علمية،لأن ذلك يعـد تجاوزا،فالنظرية العلمية تأتي نتيجة بحث علمي متكامل،تتوفر فيه جميع شروط البحث العلمي،وبالتالي فهي تكون قادرة على تقديم التفسير العلمي السليم لمشكلة ما،وبمعنى أدق،تكون قادرة على الكشف عن العلاقات الوظيفية بين ظواهر معينة وتفسيرها تفسيرا منطقيا،وتوضيح المبادئ والقوانين المنظمة لها،ولا يعني ذلك،ان كل نظرية لا بد بالضرورة ان توضح جميع جوانب موضوع بحث معين،بل على العكس فإن النظرية السليمة،هي التي تفتح باب المزيد من مجالات المعرفة التي يمكن فحصها والتعمق في دراستها،وتعتبر الفرضية عنصر من عناصر المنهج التجريبي،ولمعرفة مفهوم الفرضية كعنصر من عناصر ومقومات المنهج التجريبي،يجب التعرف أولا على معنى الفرضية كعنصر من عناصر ومقومات المنهج التجريبي وتحديد أسباب ومصادر الفرضيات ثم توضيح الشروط الأساسية لسلامة الفرضية ومعالجة مسالة اختيار الفرضيات.
    تعريـف الفرضية:
    يمكن تعريف الفرضية( Hypothesis ) بأنها اقتراحات ونتائج تتطلب الفحص والاختبار والتجريب للتأكد من مدى صحتها وترتيب واستخراج النتائج تبعا "لتخمين ذكي أو استنتاج ذكي يصوغه الباحث ويتبناه مؤقتا،لشرح بعض ما يلاحظه من الحقائق والظواهر،وليكون هذا الفرض كمرشد له في البحث والدراسة التي يقوم بها.."وهي تفسيرات مقترحة للعلاقة بين متغيرين،أحداهما المتغير المستقل وهو السبب والآخر المتغير التابع وهو النتيجة،والفرضية تمثل في ذهن الباحث"احتمالا وإمكانية لحل المشكلة المطلوب دراستها،وبالتالي فإن هنالك إمكانية دراسة مشكلة معينة ومحاولة حلها عن طريق وضع فرضية علمية،او عدة فرضيات باعتبارها حلولا محتملة او متوقعة للمشكلة التي قيد الدرس"فالفرضية لا تزيد عن كونها جملة لا هي صادقة ولا هي كاذبة وهي بمثابة العقد الذي يعقده الباحث مع نفسه للوصول الى نتيجة مؤكدة لقبول الفرضية او رفضها"ولا بد للفرضية العلمية الموضوعية ان تحتوي على علاقة بين متغيرين أو اكثر(3).
    والشرط هنا، هوان تخضع الفرضيات للفحص العلمي،ويمكن استخلاص الفرضيات من فرضيات أخرى،او من نظريات مختلفة،فالفرضيات يجب ان تكون قابلة للفحص،ويمكن التوصل عن طريق استعمالها إلى نتيجة تؤكد صدقها او عدمه،والفرضيات هي في حقيقتها أسئلة دقيقة تدول حول موضوع البحث،وليس في ذهن الباحث أية إجابة عليها،فالفرضية هي قضية او فكرة تتولد في عقل الباحث ويسعى عن طريق استخدام بعض المناهج والأدوات الدقيقة لتحقيق هدفها.
    تكوين الفرضية العلمية:
    تتكون الفرضية نتيجة عوامل خارجية وداخلية،فبالنسبة للعوامل الخارجية،تنبع الفرضية من الملاحظة للوقائع والظواهر او من الصدف والانتباه العفوي،فكثيرا ما تدفع الصدف والملاحظات والمشاهدات الفجائية والعفوية الى وضع فرضيات علمية،وأحيانا قد تنشأ وتتكون الفرضيات العلمية حينما يتعمد الباحث الملاحظ وضع فرضياته لإجراء تجارب للرؤية والمشاهدة(4).
    أما بالنسبة للعوامل الداخلية(الباطنية)التي تنطلق من عقل وذهن الباحث،فهي أهم العوامل التي تلعب دورا في نشأة وتكوين الفرضيات العلمية،وينبثق هذا النوع من العوامل من داخل ذهن وخيال وعقل الباحث المتخصص،حيث تنبع هذه العوامل الداخلية للفرضية من خصوبة العقل وإبداع الفكر وجموح الخيال،وبعد النظر والاستبصار وعمق التصور وحدة الذكاء واتساع المدارك وقوة الخبرة والمعرفة،ولا يتأتى ذلك بطبيعة الحال،إلا لطليعة من العلماء المتخصصين الذين يملكون معلومات متخصصة واسعة،وتقوم الفرضية العلمية بدور هام في مجال استخراج النظريات والقوانين والتعليلات والتفسيرات العلمية للظواهر والوقائع والأشياء وهي تنبئ عن عقلا خلاق وخيال مبدع وبعد رؤية،كما تقوم الفرضية بدور أساسي في ربط وتسلسل عملية التجريب واستخراج القوانين واستنباط النظريات العلمية المتعلقة بالوقائع والظواهر الناتجة عن التجربة(5).
    فالفرضية العلمية،تنبع من داخل الذهن والعقل والذكاء والخيال الإنساني،ويطلق على مجموعة المعلومات والعلوم المتخصصة والأفكار وقوة الخيال،وعمق الثقافة والقدرة على التكيف والتفسير وبراعة الحسم،ولمصادر الفرضيات العلمية اسم"النظام التحليلي"أو النظام المحلل" ويوجد هذا النظام في عقل كل محلل او باحث علمي متخصص،وقائد علمي بالمعنى العلمي للقيادة العلمية،ومن أهم العوامل المساعدة على توليد الفرضية العلمية،من الناحية الباطنية(الداخلية)هي الجبرية"و"والمثالية"و"التوا صل بالاستمرار"و"الاتصال"و"التك رار".
    أهمية الفرضية العلمية:
    تكمن أهمية الفرضية العلمية،في هدف البحث العلمي،فإذا كان البحث يهدف الى الوصول إلى حقائق ومعارف،فلا قيمة للفرضيات،أما اذا كان يهدف إلى تفسير الحقائق والكشف عن الأسباب والعوامل،وتحليل الظاهرة المدروسة،فلا بد من وجود فرضيات،ولا يغيب عن الذهن،ان بعض المهتمين في ميدان البحث العلمي،يميزون بين الدراسات حسب استخدامها للفرضيات العلمية، فالدراسة ذات المستوى المتعمق هي التي تحتوي على فرضية،ولذلك يتوقعون من طالب الدراسات العليا،ان يتبنى فرضيات في بحثه،أما الدراسات المسحية البسيطة فلا تستخدم فيها الفرضيات(6).
    وعلى كل الأحوال،فإن وجود الفرضيات في الدراسة العلمية يحقق عدة ايجابيات من بينها مايلي:
    ـ توجه جهود الباحث في البيانات والمعلومات المتصلة بالفرضيات،وبالتالي توفر الكثير من الجهود التي بذلها الباحثون في الحصول على معلومات،قد يكتشفون عدم الحاجة لها.
    ـ تحدد الإجراءات والأساليب المناسبة للبحث،لاختيار الحلول المقترحة.
    ـ تقدم الفرضيات تفسيرا للعلاقات بين المتغيرات،فهي تحدد النتائج في العلاقة بين المتغير المستقل والمتغير التابع،وبالتالي توضح اطار نتائج البحث.
    أشكال الفرضيات:
    ويقوم الباحث لدى صياغة الفرضيات الخاصة بموضوع البحث،بوضع الفرضية التي يرى أنها تؤدي إلى تفسير مشكلة البحث،وتتخذ الفرضية شكلين أساسيين7).
    أ ـ صيغة الإثبات، بمعنى ان تصاغ الفرضية بشكل يثبت العلاقة سلبا او إيجابا.
    ب ـ صيغة النفي، بمعنى ان تصاغ الفرضية بشكل ينفي وجود علاقة.
    والنوع الأول من الفرضيات(صيغة الإثبات) يشير إلى وجود علاقة بين متغيرين وتسمى الفرضية في هذه الحالة فرضية مباشرة،أما إذا صيغت الفرضية بالشكل الذي ينفي وجود العلاقة،فتسمى "فرضية صفرية".
    طريقة صياغة الفرضية:
    ان صياغة الفرضية العلمية الخاصة بموضوع البحث،واختيار صحتها او خطئها،تعتبر من أهم مراحل المنهجية عند تخطيط البحوث،ذلك لأن مجموعة الفرضيات،هي في واقع الأمر،صورة دقيقة للمشكلة الرئيسية يتناولها الباحث من جميع جوانبها بحيث تقدم في مجموعها تفسيرا صادقا لمشكلة البحث هذه بعد تحقيقها.
    وهنا تعتبر الفرضيات وسيلة مهمة للربط بين نتائج دراسة معينة وتحليل مواقف أخرى.وهكذا فالفرضية تبدأ دائما في ذهن الباحث عن فكرة معينة تضع أساس الدراسة،وهو ما يتطلب صياغة دقيقة لها،يمكن القطع فيها برأي محدد ودقيق،ويتوقف على طبيعة المشكلة ومدى فهمنا لها(8).
    وفي هذه الحالة يتعين على الباحث،ان يتجنب اعتبار الفرضيات قضية علمية،وبالتالي يختار الحقائق المؤيدة،ويسقط الحقائق التي تبدو ضعيفة،اذ لا يجب ان يخضع التجربة للفرض،وانما ينبغي ان يخضع الفرض نفسه للتجربة،واذا كانت خطوة فرض الفرضيات تلقى بعض الاعتبارات لسببين أساسيين هما9).
    أ ـ إذا بدأ الباحث بفرض معين فليس من السهل عليه ان يتخلى عنه بعد ذلك.
    ب ـ ان تحديد وجهة النظر منذ البداية، توجه إدراك الباحث وتفكيره الى ناحية معينة مع إهمال باقي النواحي الأخرى المحتملة.
    ولا يغيب عن الذهن أن الفرضيات تتميز بكثرة استعمالها من قبل الإنسان العادي في حل بعض المشكلات اليومية التي تواجهه،فحين يفقد الإنسان شيئا معينا فإنه يضع فرضيات لوجود هذا الشيء في أكثر من مكان،وهو في مثل هذه الحالة يقوم ببناء فرضياته التي تساعده في البحث عن الشيء المفقود،والفرضيات كما اشرنا هي تخمينات ولكنها ليست تخمينات عشوائية،بل تعتمد عملية بناء الفرضية او الفرضيات على عدة مقاييس يجب ان يتصف بها الباحث هي10).
    1ـ الإطلاع والمعرفة الواسعة:
    حيث يتطلب بناء الفرضية جهدا عقليا واعيا،فالباحث يبدأ بالتفكير في مشكلة معينة، تتطلب دراسة عميقة في موضوعات لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بها،ومن بينها الدراسات والأبحاث التي قام بها باحثون سابقون وهذه القراءات والاطلاعات المستمرة تكسب الباحث ميزة هامة وقدرة كافية على صياغة فرضياته العلمية بطريقة معقولة.ولا يغيب عن الذهن ان المعرفة لا تكفي وحدها لبناء الفرضيات العلمية اذ لا بد ان يتمتع الباحث بعقل متفتح مرن وجرئ وقادر على تقليب الأمور والنظر إليها من زوايا متعددة.فالباحث خلال التخصص في موضوع معين ومن خلال ثقافته وإطلاعه الواسع وخبرته العلمية يكون قادرا على بناء فرضياته لتقسيم موضوع دراسته.
    2ـ القدرة الواسعة على التخيل:
    لا تكفي المعرفة والخبرة والإطلاع في مساعدة الباحث في بناء فرضياته،اذ لا بد ان يمتلك أيضا قدرة واسعة على التخيل والتصور،وهذا يتطلب ان تكون عقلية الباحث متحررة وقادرة على تصور الأمور بصورة سليمة وقادرة على بناء علاقات غير موجودة او على التفكير في قضايا غير مطروحة واستخدامها في تفسير قضايا أخرى،ويقصد بالتخيل هنا،ان الباحث يحرر نفسه من أنماط التفكير التقليدية ويتجاوز حدود الواقع دون تردد لذلك ينبغي على الباحث ان يخصص وقتا طويلا لبناء فرضياته،فالباحث لا يتمكن من وضع فرضياته العلمية من خلال تعامله مع الواقع،بل عليه ان يتجاوز هذا الواقع ويبدأ بتخيل وجود علاقات يخضعها للتجريب ومع ذلك تبقى المعرفة الواسعة والتخيل مصادر هامة لبناء الفروض العلمية ولكنها مصادر لا تكفي لذلك ولا بد من إضافة مصدر ثالث لها وهو الجهد والتعب.
    3ـ الجهـد والتعـب:
    يخصص الباحث المتمرس وقتا كافيا للدراسة والتفكير المستمر في موضوع او مشكلة البحث،ويقلب في جوانبه في معظم أوقات عمله،حيث ينصب التفكير دائما على جوانب وتقسيمات الموضوع في أوقات الاستراحة،فالباحث يطرح مشكلته دائما للنقاش مع زملائه في العمل ومع زملائه من الباحثين ومع المتخصصين في موضوع بحثه،ويجمع المعلومات والبيانات الخاصة به،ويدونها في بطاقات مصنفة،إلى جانب هذا يقوم بدراسات وملاحظات علمية،وقد يستخدم الباحث الاختبارات والقياس في عملية بناء الفرضيات.
    ولا يغيب عن الذهن ان فحص الفرضيات واختبارها الغرض منه التحقق من إمكانية قبولها او رفضها،فالفروض تعتبر مقبولة اذا تمكن الباحث من إيجاد دليلا واقعيا ملموسا،يتوافق مع جميع ما ترتب عليها،فالفرضيات لا تثبت على انها حقائق ولكن وجود الأدلة تمنحها درجة عالية من الاحتمال وذلك لعدم وجود يقين مطلق.وتزداد درجة الاحتمال اذا تمكن الباحث من إيجاد عدد من الأدلة التي تؤيد الفرضية(11)،وان التوصل إلى هذه الأدلة يعني ان الباحث استطاع ان يوفر الأدلة التي تمكنه من قبول الفرضية،وبذلك يقدم الباحث حلا لمشكلة البحث،ولا يغيب عن البال،ان عدم قدرة الباحث على إيجاد الأدلة التي تثبت او تؤيد صحة الفرضية لا يعني ان هذه الفرضية غير صحيحة ويجب التخلي عنها،والبحث عن فرضية أخرى غيرها.فالباحث قد لا يعثر على الأدلة المؤيدة،وهذا ليس لعدم وجود أدلة مؤيدة،ولكن لان إمكانيات الباحث لم تساعده في إيجاد هذه الأدلة وفي مثل هذه الحالة تبقى الفرضية قائمة وإمكانية البحث عنها متوافرة.
    أما اذا استطاع الباحث ان يجد أدلة تعارض فرضيته،وتثبت عدم صحتها فإنه في هذه الحال،يكون مضطرا لان يعلن ذلك،وان يتخلى عنها(أي الفرضية)اذ لا يستطيع الباحث ان يتمسك بفرضيات خاطئة حتى ولو كانت مغرية،فكل الفرضيات التي يضعها الباحثون يمكن ان تعدل في اثناء البحث فقبل ان يتوصل الباحث الى إثبات فرضية معينة،فإنه قد يصادف عشرات الفرضيات الخاطئة التي يتخلى عنها.
    مقومات الفرضية العلمية الجيدة:
    تتميز الفرضية العلمية بمقومات اساسية يتعين على الباحث مراعاتها عند صياغة فرضيات بحثه ويجب توافرها لتكون الفرضيات العلمية صحيحة وفيها مصداقية ومن اهم هذه المقومات مايلي12).
    1ـ ان تنشأ الفرضية من وقائع ملموسة: بمعنى ضرورة أن تنشا الفرضية من ملاحظات علمية وليس من تأثير الخيال الجامح،حتى تكون اكثر واقعية وحتى تتحول عن طريق التجربة الى قوانين عامة ونظريات ثابتة.
    2ـ ان تكون الفرضية محددة: ويتطلب ذلك،صياغة بشكل واضح ومحدد،مما يستلزم تحديد معنى التعبيرات(المصطلحات)المستع ملة في صياغة الفرضية،فمثلا اذا قلنا ان الإحباط يؤدي إلى العنف،فبالرغم من وضوح المعنى الا انه ليس محدد التحديد الكافي لاختباره وقياسه،ولهذا يجب تحديد معنى الاحباط والعوامل التي تؤدي إليه،وكذلك يجب تحديد أنواع ومدى السلوك الذي سيعتبر عنفا لأنه كثيرا ما يخلط بين السلوك العدواني والسلوك الغضبي.
    3ـ اتساق الفرضية مع الحقائق المعروفة: بمعنى ان على الباحث ان يتبين العلاقة بين الفرضية وبين ما أسفرت عنه الدراسات المتصلة ببحثه من نتائج ويتعين على الباحث ان يدرك انه من الصعوبة بمكان ان تكون الفرضية متسقة مع جميع الحقائق المعروفة وخاصة ان بعض هذه الحقائق،قد لا تبدو متسقة بالقدر الكافي مع البعض الأخر.وغني عن الذكر،ان صياغة الفرضيات وتحقيقها او إثبات صحتها هدف أساسي للبحث العلمي وهو أمر ليس بالعمل السهل وذلك لأنه ليس مجرد تخمين-كما يعتقد البعض،ولكنه نفاذ رؤية وتخمين ذكي يستند الى الحقائق والخبرة حتى تكون للفرضية دلالتها.
    4ـ صياغة الفرضية بطريقة تسهل امكانية اختبارها واثبات صحتها اوخطئها: وهي الحالة التي كثيرا ما تصادف طلاب الدراسات العليا(الماجستير-الدكتوراه) لاختيارهم فرضيات متميزة لا تصلح للاختبار.
    5ـ صياغة الفرضية بأسلوب سهل: بمعنى ان يتجنب الباحث استخدام العبارات او المصطلحات الغامضة وغير المحددة والأسلوب المعقد في صياغة فرضيات البحث.
    6ـ ان تحدد الفرضية علاقة بين متغيرات معينة: ففي حالة عدم توافر هذه الخاصية في الفرضية المصاغة فإنها لا تصلح أساسا للبحث.
    وغني عن القول ان الباحث المبتدئ يختلف عن الآخر المتمرس،فالأول قد يتعجل في تبني فرضيات تخمينية،ويعتبرها فرضيات علمية،وقد يؤدي ذلك به إلى الخلط في جمع البيانات والمعلومات واختبار فرضياته،وفي هذا الإطار توجد خطوات أساسية لاختيار الفرضيات الجيدة يتعين على الباحث استخدامها نوجزها فيما يلي13).
    1ـ يقوم الباحث بتجميع البيانات،التي يعتقد أنها ترتبط بموضوع بحثه،وهنا يجب ان يستخدم تطبيقاته الاستنباطية للتوصل الى استنتاج تمهيدي،وقد يصل الى ذلك عن طريق عمل بحثي استطلاعي حول مشكلة البحث يحاول من خلاله جمع بيانات الدراسة،ويحدث هذا الأسلوب كثيرا في الدراسات السلوكية والاجتماعية،وهذا يمثل الفرضية الأولى التجريبية،وأحيانا قد يدمج الباحث فرضيات الجوانب المختلفة للموضوع في فرضية واحدة او اثنتين الا ان ذلك يشكل صعوبة،في إثبات صحة او خطأ الفرضيات ويفضل ان يبدأ الباحث دراسته بعدة فرضيات محددة وواضحة بدلا من استخدام فرضية مطولة تضم عدة نقاط.
    2ـ ان يصوغ الباحث فرضياته في صيغة الفعل المضارع الذي يعني في نفس الوقت ما سيكون وذلك لأن الفرضيات هي توقعات للنتائج او أنها استنتاجات محتملة على ان قيمة البحث العلمي لا تعني بالضرورة إثبات صحة الفروض العلمية التي ساقها الباحث بل ان اثبات عدم صحتها ايضا يعتبر إضافة علمية طالما ان الفرض العلمي او المشكلة جديرة بالبحث كما اشرنا ايضا.
    3ـ بعد ان يتبنى الباحث فرضية او عدة فرضيات يعتبرها اكثر الإجابات احتمالا على السؤال الذي يقوم بفحصه يبدأ بعد ذلك باستخدام"التعليل الاستنباطي"كي قرر ما نوع البيانات التي يجب ان يتوقع إيجادها إذا كانت فرضية او فرضيات صحيحة او بمعنى آخر ان يقرر الباحث ما يجب ان يترتب منطقيا على التعميم الذي يقوم باختياره.
    4ـ بعد ان يقرر الباحث أي نوع من البيانات يعتمد يجب ان يبحث عنه،ثم يقوم باختبار الفرضية وفي مثل هذه الحالة ينبغي ان يؤخذ في الاعتبار عاملين أساسيين:
    أ ـ البعد الزمني للبحث:بمعنى ان الإجابات المحتملة للموضوع،هل تتصل بالماضي او الحاضر او المستقبل،فإذا كان البحث يتصل بالماضي،سيسلك الباحث الاتجاه التاريخي(أي يعتمد على المنهج التاريخي) في اختيار الفروض.أما اذا كان البحث يتصل بالحاضر،فإن الباحث يلجا الى الدراسات والأبحاث الميدانية،وإذا كان البحث يتصل بالمستقبل،وتغيير واقع معين،فالمألوف هنا ان يلجأ الباحث إلى الاتجاه التجريبي(أي المنهج التجريبي).
    ب ـ تحديد الفرض من البحث:فإذا اقتصر البحث على الجانب الكشفي فيعتبر بحثا استطلاعيا تسجيليا وتوثيقيا(مثلا) ولا يتضمن هذا البحث افتراضات علمية معينة،أما إذا كان الهدف من البحث هو المقارنة او التعميم او تغيير واقع بذاته وما إلى ذلك،فيعني هذا الربط بين شكل او بآخر بين البعدين الزمني والفرض.وما هو يستلزم أكثر من نوع من أنواع البحث معا بدرجات متفاوتة.
    شروط نجاح الفرضية العلمية:
    يتوقف نجاح الفرضية العلمية،على توفر شروط محددة أهمها14).
    ـ وضوح الفرضية: بمعنى ان يقوم الباحث بتحديد الفرضية العلمية،والمفاهيم الغامضة التي تتضمنها الفرضيات او النظريات،بالإضافة الى التعرف على المقاييس او الوسائل التي يستخدمها الباحث للتحقق من صحة الفرضية التي وضعها.
    ـ الشمول والربـط: أي ان الباحث يقوم باعتماد الفرضيات او النظريات على جميع الحقائق الجزئية المتوافرة،بحيث يكون هناك ارتباط بينها وبين النظريات التي سبق التوصل إليها.
    ـ قابلية الفرضية للاختبار: بمعنى انه ينبغي على الباحث ان يراعي عند وضع فرضياته ان تكون قابلة للاختبار والقياس إذ أن هناك فرضيات في الفلسفة والقضايا الأخلاقية من الصعب-ان لم يكن مستحيلا-اختبارها في بعض الأحيان.
    ـ مبدأ الفرضيات المتعددة: يتعين على الباحث ان يعتمد على وضع فرضيات متعددة محتملة بدلا من فرضية واحدة،كما يجب ان تكون الفرضيات خالية من التناقض.

    المقارنة بين الفرض العلمي والنظرية:
    تعتبر كل نظرية فرضية علمية،ولكن ليس كل فرضية نظرية علمية،واذا كنا نطلق على بعض الفروض العلمية الجيدة لفظة"نظرية"فذلك يعتبر تجاوزا لماذا؟!:
    1ـ اذا فسرنا النظرية نجد أنها نتيجة بحث علمي متكامل يتوفر فيه جميع شروط البحث العلمي،ولهذا فهي قادرة على تقديم التفسير السليم لمشكلة من المشكلات،وان تكشف عن العلاقات الوظيفية بين ظواهر معينة،وتفسير هذه الظواهر والمبادئ والقوانين المنظمة لها.ولكن ليس بالضرورة ان توضح النظرية كل جوانب الموضوع،بل ان النظرية السليمة التي تغري دائما بمزيد من البحث للكشف عن مجالات جديدة من المعرفة.
    2ـ ومن مواصفات النظرية العلمية ايضا،ان تكون على جانب كبير من الصدق والموضوعية،كما يظهر من خلال استخدامها عمليا وتطبيقيا.
    3ـ ارتباط النظرية بشيء يخضع للملاحظة والقياس، لتتمثل فيها الصفة العلمية التي تعين على التوقع والاستنتاج،بما يحدد مكونات الظواهر التي تفسرها.
    4ـ تتسم النظرية العلمية السليمة في البحث العلمي عادة بالبساطة والبعد عن التعقيد، بالقدر الذي يسمح به الموضوع نفسه.إذ ان يكون الموضوع نفسه على درجة من التعقيد او التشابك الذي يستحق المزيد من الانتباه والتدقيق(15).
    وتختلف الفرضية عن النظرية في الدرجة، وليس في النوع.وعندما يسأل الباحث نفسه في بداية الدراسة عن الفكرة او النتيجة التي يريد الوصول إليها من خلال بحثه،يكون هذا السؤال هو الإطار العام لفرضيته واقتراحاته،وتعتبر النظرية العلمية افتراضا مدعما بالأدلة التي توصل إليها الباحث من خلال الطريقة العلمية،الا ان أي حقيقة علمية ليست مطلقة.فالأسلوب العلمي يرفض الثبات المطلق لأي نتائج يتوصل إليها الباحث،مهما أمدتها الأدلة والبراهين المتوفرة،فالنظرية العلمية تعتبر في النتائج التي توصل إليها الباحث وبرهن عليها،بأنها حقائق بلغت درجة عالية من الصدق.
    ويقوم التمييز بين الفرضية العلمية والنظرية على أساس كفاية البراهين المتزايدة التي تؤدي إلى زيادة درجة الصدق ويعتبر ذلك تمييزا نسبيا،ولهذا ينبغي على الباحث ان يأخذ في الاعتبار ان الفرضية العلمية ما هي الا تنبيه مفيد،ولا يصح اعتبار ان أي نظرية او استنتاج قد يتوصل إليه(الباحث) بالطريقة العلمية على أنها حقيقة ثابتة او مطلقة(16).
    ولا شك في ان أي بحث علمي يهدف أساسا إلى التوصل إلى نظرية او تعميم مقبول منطقيا.ولا ينبغي اعتبار أي حل توصل إليه الباحث،أكثر من انه تفسير لظواهر بشكل مقنع،او انه إلقاء الضوء بكثير من الثقة على مسألة كانت غامضة وأحيانا قد تسمى نتائج البحث،نظرية أو قانونا أو استنتاجا أو تعميما،وتعني كل هذه المصطلحات كل ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج.
    أما كلمة"نظرية" فتعني تفسير مجموع الظواهر في إطار معين،وقد يتضمن عدة قوانين او تعميمات.أما كلمة"استنتاج"فقد تنطبق على نتائج البحث او نتائج إحدى مراحل البحث،وتعني كلمة" فرضية"شيئا اقل تأكيدا من الحقيقة العلمية.اذ أن الفرضية لا تأتي إلى ذهن الباحث بطريقة عشوائية،بل نتيجة بيانات ومعلومات مؤكدة مسبقا،استنبط الباحث فرضيته منها.فالفرضية العلمية ليست مجرد تخمين او تكهن.
    ففي الوقت الذي تبني فيه الفرضية على المعرفة العلمية والدراسة،فإن التخمين او التكهن لا يتعدى مجرد أفكار مبدئية او إرهاصات تتولد في عقل الإنسان عن طريق الملاحظة العابرة ولكن لا يعني ذلك انه في بداية البحث يجب طرح التخمين جانبا،فكثيرا ما تبدأ الفرضية العلمية بعملية تخمين،وليس من المألوف ان يبدأ الباحث بعدد من الفرضيات العلمية التي ما زالت في مستوى التخمين التي يمكن اعتبارها فرضيات تخمينية لحلول محتملة يتخذها الباحث كمرشد للمزيد من البيانات،وبهذا يمكنه الاستغناء عن بعضها بعد تقدمه نحو جمع بيانات يحد بها من فرضيته التخمينية.(* كاتب/ باحث في الدراسات الأكاديمية)

  6. #6
    مدير وصاحب الموقع
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    4,413
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي رد: منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

    جزى الله كاتبه وناقله كل خيرا واسأل الله ان ينفعكم بما علمكم وان يعلمكم ما ينفعكم
    ابو عبدالله

  7. #7
    مشرفة عامة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    1,907

    افتراضي رد: فرضيات البحث العلمي / منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

    نبض الحرف ..~

    بآرك الله في آلنآقلِ وآلمنقولِ، ولاحرمت آلآجر.. ~
    "

    ياربّ الطمأنينة التي تملأُ قلبي بذكرك..


  8. #8

    افتراضي

    مشكوووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو رة

  9. #9

    افتراضي

    جزاك الله خير

    انا عندي بحث بعنوان ثورة المعلومات والجرائم الالكترونية
    فماهي الفروض التي يجب ان اضعها لها

  10. #10

    افتراضي رد: فرضيات البحث العلمي / منهجية صياغة فرضيات البحث العلمي

    مشكور على هذا الجهد

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ملخص كتاب: منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية : تدريبات علمية,
    بواسطة لبيبة في المنتدى نقد الدراسات وتلخيص الكتب
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-26-10, 12:58 AM
  2. هل فرضيات التطور من أساسيات البحث العلمي
    بواسطة ماهر ماهر في المنتدى ابجديات البحث العلمي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-12-10, 02:30 PM
  3. سؤال بخصوص فرضيات البحث
    بواسطة زهرة الصباح في المنتدى اسئلة وفرضيات البحث
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-09-10, 03:02 PM
  4. الفرق بين البحث العلمي و التفكير العلمي...
    بواسطة مرام علي في المنتدى ابجديات البحث العلمي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-04-08, 03:35 AM
  5. مشكلات البحث العلمي
    بواسطة al-ankabot في المنتدى الدراسات والبحوث
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06-27-06, 05:04 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

جميع الحقوق محفوظة لموقع منشاوي للدرسات والابحاث