أخــلاقنـــا ~ الدرس الأول ~



الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه إلى يوم الدين...
اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر...
اللهم كما حسنت خَلقي فأحسن خُلقي...

أولاً: تعريف الخُلق
عند ابن مسكويه:حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية والحال ينقسم إلى قسمين طبيعي من أصل المزاج ومنها ما هو مستفاد من العادة والتدرب.
عند الغزالي: هو عبارة عن هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الافعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر ورويه.

ثانياً: تفصيل لتعريف الخُلق
الخُلق حال للنفس أو هيئة وهو صفة للجانب النفسي من الإنسان
الخَلق هو صفة للجانب الجسدي منه.

هذة الصفة النفسية ثابته راسخه فالبخيل الذي يتصدق مره واحده في حياته لا يعد كريماً أليس صحيح يا أخوه ويا أخوات؟
بما ان الصفة النفسية راسخة ثابته فالافعال تصدر عنها بسهوله ويسر من غير تكلف فالشخص الفاجر الذي يتكلف الحياء والعفة ليس حيياً ولا عفيفاً.

صدور الافعال يكون من غير تردد ولا تأخير عن الوقت المناسبلأن الخُلق صار عادة لهيفعله دون جهد ذهني تلقائياًفالكريم لا تردد عن العطاء والبذللكنه يتخير جهة الخير أو نوعهأو الشخص الذي يمنحه او الجهة التي تستحق العطاء.

الخُلق الطبيعي هو فطري يولد الإنسان مزوداً به كما ورد في حديث أشج عبد القيس:" قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :ـ إن فيك خلتين يحبهما الله، قلت: وماهما يارسول الله؟ قال: الحلم والحياء. قلت: قديماً كان أو حديثاً؟ قال: قديماً. قلت: الحمد لله الذي جبلني على خلقين أحبهما الله".رواه البخاري في الادب المفرد 2/.42

الخُلق المكتسب هو ما ينشأ من التعود والتدرب والبيئة كالجبن والشجاعة.

فلفظ الخُلق يطلق على المحمود والمذموم ولذلك يحتاج إلى التحديد والتقييد فنقول خُلق محمود وخُلق مذموم.

ثالثاً: الخُلق والسلوك
السلوك يطلق على عمل الإنسان الصادر عن إرادة حرة المتجه نحو غاية معينة مقصودة ومثلها الاعمال شبة الإرادية.
فهو لا يشمل علم الحيوان او النبات ولا يشمل اعمال الإنسان التي لا حرية له فيها ولا إرادة كفعل المكره المجبر والمجنون والسكران

رابعاً: علاقة الخُلق بالسلوك
إذا كان سلوك الإنسان حسناً محموداً وكان خُلقه حسناً محموداً وإذا كان سلوكه سيئاً مذموماً كان خُلقه سيئاً مذموماً.

وإذا لم توجد أسباب خارجية تؤثر على السلوك فتجعله لا يدل دلاله صادقة على الخُلق كمن يتصدق رياءً لبعض الحاضرين
وإذا لم توجد موانع تمنع من دلالة السلوك على الخُلق كالشخص الكريم لا يجد مايجود به والشجاع لا يجد فرصة لظهور شجاعته.

هذا درسنا وإلى لقاء آخر ومع درس من دروس أخلاقنا نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين،
وفقنا الله وإياكم أن نحصن السنتنا من الشرك والنفاق،
اللهم طهر قلوبنا من الرياء والسنتنا من النفاق وأعمالنا من الكذب،
اللهم أجعلنا من أهل التوحيد أهل لا إله إلا الله،
اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار.اللهم أرحمنا برحمتك يا عزيز يا رحيم،اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا بين معصيتك ون طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا،اللهم ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب إليك..