لا يوجد اتفاق حول كيفية تصنيف البحوث التربوية، لاختلاف معايير التصنيف، وفي الحقيقة فالتصنيف ليس مهما في حد ذاته، الا بقدر ما يخدم تحليل عمليات البحث وخطواته.

التقسيم التقليدي للبحوث:

أولا: التقسيمالتقليدي: حيث تم تقسيم العلوم على اساس صلتها بالتفكير النظري أو العلمي فجاء التقسيم كالتالي:

1. البحوث الاساسية أو البحتة (Basic Research)، تشمل البحوث التي تهدف إلى تطوير النظريات من خلال اكتشاف المبادئ أو التعميمات، وهي تهتم بالمبادئ الاساسية للسلوك أكثر من اهتمامها بطبيق نتائج البحث على المشكلات.

2. البحوث التطبيقية(Applied Research) ، يهدف الى تحسين الواقع العملي من خلال اختبار النظريات في مواقف حقيقية، وهو يستخدم المنهج العلمي لبناء العلاقات واختبار النظريات بدقة.

ويصعب وضع خط دقيق للتفريق بشكل قاطع بين النوعين، فالبحوث الاساسية مثلا ربما تعتمد وبشكل كبير في اجرائها على نتائج البحوث التطبيقية.

ثانيا: التقسيمبحسبنوعيةالقائمينبالبحوث:

1. طلبة الدراسات العليا، كطلبة برامج الماجستير والدكتوراه، ويسمي رسالة أو أطروحة، ويكون حجمها كبير نسبيا ويتم اخراجها ضمن مواصفات تتعلق بحجم الورق وطريقة الطباعة وترتيب المحتويات، واستعمال الهوامش والتوثيق....الخ.

2. أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والباحثون المتخصصون، يسمى بالبحوث المهنية ويقوم بها الباحثون كجزء من عملهم مقابل رواتب مادية.

ثالثا: البحث الكمي والبحث الكيفي:

1. البحث الكمي: وتعرف ايضا بالبحوث المسحية، ويقصد بهذه البحوث التي تعنى بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية، يتم تطويرها وتخضع لشروط الصدق والثبات، وتعالج بياناتها احصائيا ويمكن تعمبم نتائجها على المجتمع الاصلي.

2. البحث الكيفي: يعتمد على دراسة الظاهرة في ظروفها الطبيعية بإعتبارها مصدرا مباشرا للبيانات، وتستخدم بياناته الكلمات والصور وليس الارقام، ويتم جمع بياناته بالملاحظة المباشرة والمقابلة المتعمقة والفحص الدقيق للوثائق، ويهتم بالعمليات أكثر من مجرد النتائج، وهو يعتمد في تحليل البيانات بطريقة استقرائية.

رابعاً: تصنيف البحوث على أسس المعيار الزمني:

1. البحوث التاريخية: تتعلق ببحث الماضي، ويمكّن من تحديد البدايات التي قادت الى الظروف الراهنة، وهي تهيئ الطريق للبحث الوصفي، ومن ثم للبحث التجريبي، ومن سلبيات هذا النوع صعوبة إثبات تفسيرات البيانات التاريخية بمجرد جمعها، كما يصعب تحديد الاحداث الماضية لقلة المعلومات المتوفرة، كما يصعب تفسير الاحداث التاريخية بدلالة المواقف والأفراد، أو التدليل على صحة افتراضات البحث، كما يصعب بناء العلاقات السببية، ومن ايجابياتها سهولة ووضوح تحديد بعض الحقائق التاريخية بوضوح بمجرد صياغة البيانات بطريقة كمية ومعالجتها بطريقة احصائية، ويجب هنا تحديد مشكلة البحث بشكل دقيق وضمن حدود معقولة، ويتم جمع البيانات بطريقة منظمة تكون عادة مملة وتستغرق وقتا، ويسعى الباحث الى الحصول على مصادر أولية إلاّ أنه قد يضطر الى الاعتماد على مصادر ثانوية كلما بحث في تواريخ أبعد، وتتعرض بيانات البحث التاريخي الى نوعين من النقد للحكم على ملائمتها، الأول هو نقد خارجي يتعلق بموثوقية الوثيقة وأصالتها وسلامتها، والثاني النقد الخارجي، ويتعلق بدرجة الثقة والسلامة والمصداقية بمحتوى المصدر، والاجراءات المستخدمة في البحث التاريخي هي أساسا نفس الاجراءات المستعملة في أنواع البحوث الأخرى.

2. البحوث الوصفية: تتعلق ببحث بما هو كائن حالياً، ولكنه لا يحكم على الواقع حكما قيميا كونه جيدا أو رديئاً، وهو وإن كان أكثر أنواع البحوث إستخداماً إلاّ أنه يصعب اثبات العلاقة السببة هنا ايضا كما في البحث التاريخي، ويعتمد البحث في تفسير نتائجه بشكل كبير على زمن الدراسة وحجم العينة، وهذا النوع من البحوث أكثر من مجرد بيانات ويجب على الباحث مناقشة البيانات والوصول الى تفسير ملائم، واكتشاف المعاني والعلاقات الخاصة بها، ويتفاوت عدد الافراد في الدراسة الوصفية، فالعدد قليل في دراسة الحالة، في حين قد يكون العدد كبيرا جدا في الدراسات المسحية والتي قد تصل لدراسة جميع أفراد المجتمع الأصلي في المسح الشامل كما عمل في دراسة "جرائم الإنترنت في المجتمع السعودي" حيث كان عينة البحث هو مجتمع البحث كاملا والذي وصل حجمه وقت إجراء الدراسة إلى (570) ألف مستخدم، وتنقسم البحوث الوصفية الى:

‌أ- البحث المسحي: من أشهر البحوث، وهو يحاول تحليل واقع الحال للافراد في منطقة معينة من أجل توجيه العمل في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب، ويجب العناية في إختيار عينة ممثلة لمجتمع البحث لصعوبة الحصول على معلومات خاصة بجميع أفراد البحث.

‌ب- تحليل المضمون: تتعلق بمجموعة من الأشياء وخاصة الوثائق الرسمية المدونة.

‌ج- تحليل العمل: يهدف الى وصف المهام المرتبطة بعمل ما.

‌د- دراسة العلاقات: من أهم الدراسات الوصفية، وتنقسم الى دراسات ارتباطية تهدف إلى اكتشاف العلاقة بين متغرين أو أكثر من حيث نوع الارتباط وقوته، أما الدراسات السببية فتتعدى مجرد الكشف عن الارتباط الى الكشف عن مدى تأثير أحد المتغرين في الاخر.

‌ه- الدراسات التطويرية: تتناول التغيرات التي تحدث في بعض المتغريات نتيجة مرور الزمن.

‌و- دراسة حالة: تتعلق بدراسة فرد أو عدد قليل من الافراد أو الحالات المحددة.

3. البحوث التجريبية: تتعلق بمعرفة ما يمكن أن يكون عند ضبط عوامل معينة، ويعد أفضل طريقة لبحث المشكلات التربوية، فهو يتميز بقيام الباحث بدور فاعل في الموقف البحثي، ويهدف إنشاء علاقة سببية بين المتغيرات من خلال تصميم الموقف التجريبي، وتتم تجميع البيانات على أساس مجموعة محددة من المحكمات تشمل المعالجة (تعني التغيير الذي يجريه الباحث على بعض افراد دراسته)، والضبط (ويعني تثبيت بعض الخصائص المتعلقة بالموقف البحثي)، واخيرا العشوائية ( تعني تعيين أفراد الدراسة في المجموعة الضابطة او التجريبية على أساس عشوائي، ولا تتوافر هذه الخصائص بصورتها التامة في جميع المواقف البحثية التجريبية.


بتصرف من كتاب "أساسيات البحث العلمي.. في النربية والعلوم الانسانية، للدكتور أحمد سليمان عودة، والدكتور فتحي حسن ملكاوي، بكلية التربية بجامعة اليرموك بالاردن، مكتبة الكتاربي (1992م) ص: 121:95