السعودية إلى تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالإعتماد على مصادر خارجية

50% من احتياجات المملكة في قطاع اللاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سيتم تغطيتها من قبل شركات خارجية



في ظل خطتها للتحول لاستخدام أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات، يتم طرح العديد من التساؤلات حول عما إذا كانت السعودية تمتلك القدرات والبنى التحيتة اللازمة لتطبيق هذا الأمر بالإعتماد على مصادرها المحلية فقط. وفي الوقت الذي تتولى فيه الشركات والخبراء المحليون العمل على الخدمات والمسائل التشغيلية فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تبرز الحاجة إلى ضرورة الاعتماد على المصادر الخارجية في العمليات المتبقية.
ولدعم هذا القطاع، خصصت السعودية ما يقدر بنحو 112.5 مليار ريال (30 مليار دولار) خلال العام 2013 ليتم صرفها على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك في سياق سعيها لتحقيق الريادة في هذا المجال على المستوى الإقليمي. وخلال العام الماضي وحده، تم انفاق 30% من ميزانية هذا القطاع، المقدرة بنحو 28.1 مليار ريال (7.5 مليار دولار)، على عمليات التشغيل والبنى التحتية المختلفة التي توفرها مصادر خارجية.
وقد ساهم الإعتماد على المصادر الخارجية في تخفيض كلفة الإنفاق على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بما في ذلك كلفة البنى التحتية والتنفيذ والتشغيل والصيانة وغيرها. كما أتاح هذا الأمر للشركات المحلية تركيز جهودها على تحقيق أهدافها ومهامها، فيما أحيلت العمليات التشغيلية والتقنية لشركات عالمية رائدة من بلدان مختلفة كالهند والأردن ولبنان وبولندا وأمريكا وسنغافورة وغيرها.
وقد أكد خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الفخري لجمعية الحاسبات السعودية، مرارا على أهمية تطوير قطاع الاتصالات في المملكة ومواكبته لأحدث التقنيات العالمية. وأصدر سموه المرسوم الملكي رقم 15087 بتاريخ 27/04/1423، والذي تضمن أمرا ملكيا يوجه بعقد ملتقيات تجمع مدراء تقنيات المعلومات والاتصالات وكافة أصحاب القرار والمعنيين في بناء مستقبل القطاع في المملكة.
وبناء عليه، تعمل جمعية الحاسبات السعودية على تنظيم ملتقيات سنوية لهذا الغرض. وتعمل الجمعية وبدعم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة ببرنامج التعاملات الالكترونية الحكومية "يسر"، وبالتعاون مع "نسيبا"، المجموعة الفرنسية الرائدة في مجال عقد صفقات الأعمال، على إقامة النسخة السنوية الرابعة من ملتقى الاتصالات وتقنية المعلومات تحت عنوان "الاستعانة بالمصادر الخارجية والحماية الرقمية".
يقام الملتقى في فندق انتركونتيننتال الرياض على مدى يومي 8 و9 سبتمبر المقبل، ويهدف إلى تسليط الضوء على التحديات المختلفة والفرص المتاحة والخطط الاستراتيجية الأكثر تداولا فيما يتعلق بالإعتماد على مصادر خارجية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وحول هذا الأمر، يقول الدكتور عبد العزيز السدحان، رئيس الجمعية السعودية للحاسبات: "لطالما شجعت جمعيتنا الابتكار، والتعاون يغذي عملية الابتكار. إننا نوجه الدعوة لكافة أصحاب القرار ورواد قطاع الاتصالات وتقنيات المعلومات لحضور هذا الملتقى ومشاركة خبراتهم وتبادل الأفكار والتعلم من تجارب بعضهم البعض. كما نشجع شركات توفير الحلول التقنية على دعم جهودنا والتوجه إلى المملكة بصفتها مركزا استراتيجيا لإقامة الأعمال في المنطقة".
ومن جهته يقول نيكولاس واتسون، مدير عام نسيبا: "لطالما كانت المملكة مركزا رياديا في قطاع الأعمال. وفي أقل من عقد من الزمن، حققت تطورا ملحوظا في كافة المجالات وخاصة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ونحن على ثقة بأن متابعة وتبني أحدث التقنيات، ستساعد المملكة في تحقيق رؤيتها بأن تكون الدولة الأكثر تطورا في هذا المجال في المنطقة". ويضيف: "يسرنا أن ندعم الجمعية السعودية للحاسبات في سعيها لزيادة التعاون بين الخبراء المحليين والعالميين في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات".