al-ankabot
03-24-06, 01:31 AM
المؤكد أن هذه الأنشطة التجارية ليست نبتا شيطانياً ولكنها نتاج ظواهر مجتمعية تكاتفت لتفرز لنا هذه الظاهرة وغيرها ، فهي غير مفصولة عن فوضى سوق العمل وتراجع المستوى التعليمي وغياب الرقابة المجتمعية وتجذر قيم استهلاكية سلبية .
لا ندري لماذا يشعر البعض بالاندهاش عند اكتشاف وجود " محلات " تبيع الأبحاث العلمية الجاهزة فهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ، بل هي نتاج سنوات مضت من التدهور في النظام التعليمي ، وهو تدهور يجد صدى له في كثير من النقاشات حتى أن أستاذا في إحدى جامعاتنا قال إن بعض خريجي الجامعات لا يفرقون بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة ! ، ولا ندري لماذا نفاجأ بهذه " النتائج " رغم أن معطيات التدهور ومقدماته كانت واضحة وتفضح نفسها في كل مناسبة من بينها إعلان كليات التقنية أنها تنفق مبالغ مالية كبيرة لإعادة تأهيل خريجي الثانوية العامة للتعامل مع المواد التي سيدرسونها في هذه الكليات! وهذه المقدمات تفضح نفسها أيضا على الملأ ويكفي الاطلاع على " علل " مجتمعنا من إعلانات عن دروس خصوصية و " مكاتب " وأفراد يعرضون تقديم خدماتهم ويتنافسون في الأسعار في مجال إعداد الأبحاث لطلبة الجامعات والمدارس الثانوية ويبدو أن تجار التعليم لم يكتفوا بمخلفات الدكاكين التعليمية وشهادات تعليمية لا ندري أيها مراقب وأيها غير مراقب ، واتجه هؤلاء التجار إلى بيع خدماتهم لطلبة الجامعات والمدارس كمظهر من مظاهر الرفاه وثقافة ( التيك أواي ) التي توفر لـ الزبون أي خدمة يطلبها بداية من الوجبات الغذائية وانتهاء بالبحوث العلمية المؤكد أن هذه الأنشطة التجارية ليست نبتاً شيطانياً ولكنها نتاج ظواهر مجتمعية تكاتفت لتفرز لنا هذه الظاهرة وغيرها ، فهي غير مفصولة عن فوضى سوق العمل وتراجع المستوى التعليمي وغياب الرقابة المجتمعية وتجذر قيم استهلاكية سلبية 0 ودق ناقوس الخطر من قبل مرات عدة ولم ينتبه أحد ، ويبدو أننا في حاجة دوماً إلى من يوقظنا أو ننتظر حتى يطفح الكيل أو يفاجئنا مسؤول رفيع المستوى بالزيارة وتفقد هذه الأوضاع الرديئة حتى نبدأ رحلة العلاج وملاحقة مظاهر الخلل0 أخطر ما في مسألة تجارة البحوث هذه أنها تضرب مجتمعنا في أخطر وأدق مفاصله وهم فئة الشباب ، فهذه السلوكيات تغذي في أبنائنا ثقافة التواكل وتدربهم على الفساد وشراء الذمم والضمائر , وتبشرنا بجيل عديم الجدارة مقطوع الصلة بثقافة البحث العلمي الذي يعتبره الكثيرون نوعا من الترف الحضاري والتعليمي فيما يرفعه آخرون لمجرد التباهي ، وتأكيد انخراطهم في عصر المعرفة دون أدوات ووعي حقيقي بهذا الدور0 إن غرس قيمة البحث العلمي بين طلابنا منذ المراحل التعليمية الأولى مطلب ملح إذا كنا نسعى إلى استفادة حقيقية منهم في إنتاج بيئة قادرة على تنمية طاقات الإبداع ، وغرس التفكير الفردي الحر والمقدرة على الاستنتاج والتحليل بدل من ثقافة النموذج أو القوالب الجاهزة الجامدة التي تقيد الفكر وحرية العقل في الإبداع والتحليل 00
*********************
*****************
***************
منقول
لا ندري لماذا يشعر البعض بالاندهاش عند اكتشاف وجود " محلات " تبيع الأبحاث العلمية الجاهزة فهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ، بل هي نتاج سنوات مضت من التدهور في النظام التعليمي ، وهو تدهور يجد صدى له في كثير من النقاشات حتى أن أستاذا في إحدى جامعاتنا قال إن بعض خريجي الجامعات لا يفرقون بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة ! ، ولا ندري لماذا نفاجأ بهذه " النتائج " رغم أن معطيات التدهور ومقدماته كانت واضحة وتفضح نفسها في كل مناسبة من بينها إعلان كليات التقنية أنها تنفق مبالغ مالية كبيرة لإعادة تأهيل خريجي الثانوية العامة للتعامل مع المواد التي سيدرسونها في هذه الكليات! وهذه المقدمات تفضح نفسها أيضا على الملأ ويكفي الاطلاع على " علل " مجتمعنا من إعلانات عن دروس خصوصية و " مكاتب " وأفراد يعرضون تقديم خدماتهم ويتنافسون في الأسعار في مجال إعداد الأبحاث لطلبة الجامعات والمدارس الثانوية ويبدو أن تجار التعليم لم يكتفوا بمخلفات الدكاكين التعليمية وشهادات تعليمية لا ندري أيها مراقب وأيها غير مراقب ، واتجه هؤلاء التجار إلى بيع خدماتهم لطلبة الجامعات والمدارس كمظهر من مظاهر الرفاه وثقافة ( التيك أواي ) التي توفر لـ الزبون أي خدمة يطلبها بداية من الوجبات الغذائية وانتهاء بالبحوث العلمية المؤكد أن هذه الأنشطة التجارية ليست نبتاً شيطانياً ولكنها نتاج ظواهر مجتمعية تكاتفت لتفرز لنا هذه الظاهرة وغيرها ، فهي غير مفصولة عن فوضى سوق العمل وتراجع المستوى التعليمي وغياب الرقابة المجتمعية وتجذر قيم استهلاكية سلبية 0 ودق ناقوس الخطر من قبل مرات عدة ولم ينتبه أحد ، ويبدو أننا في حاجة دوماً إلى من يوقظنا أو ننتظر حتى يطفح الكيل أو يفاجئنا مسؤول رفيع المستوى بالزيارة وتفقد هذه الأوضاع الرديئة حتى نبدأ رحلة العلاج وملاحقة مظاهر الخلل0 أخطر ما في مسألة تجارة البحوث هذه أنها تضرب مجتمعنا في أخطر وأدق مفاصله وهم فئة الشباب ، فهذه السلوكيات تغذي في أبنائنا ثقافة التواكل وتدربهم على الفساد وشراء الذمم والضمائر , وتبشرنا بجيل عديم الجدارة مقطوع الصلة بثقافة البحث العلمي الذي يعتبره الكثيرون نوعا من الترف الحضاري والتعليمي فيما يرفعه آخرون لمجرد التباهي ، وتأكيد انخراطهم في عصر المعرفة دون أدوات ووعي حقيقي بهذا الدور0 إن غرس قيمة البحث العلمي بين طلابنا منذ المراحل التعليمية الأولى مطلب ملح إذا كنا نسعى إلى استفادة حقيقية منهم في إنتاج بيئة قادرة على تنمية طاقات الإبداع ، وغرس التفكير الفردي الحر والمقدرة على الاستنتاج والتحليل بدل من ثقافة النموذج أو القوالب الجاهزة الجامدة التي تقيد الفكر وحرية العقل في الإبداع والتحليل 00
*********************
*****************
***************
منقول