الماوردي
01-11-07, 02:55 PM
العنف الأسري: الأسباب المباشرة
أ. د. عائشة أبوالجدايل
هذه الدراسة تؤكد ما ذهبنا إليه وهو ان الفقر هو السبب الرئيسي والمباشر وراء العنف الأسري والقذف بالأبناء إلى المجهول..
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن العنف الأسري وهذا مؤشر جيد يعني ان المجتمع أخذ ينظر بعين الاعتبار الى الموضوع وانه يبحث عن حل لتلك الظاهرة التي نتج عنها سلبيات اجتماعية كثيرة وأهمها هروب الأبناء من المنزل.
والسبب الرئيسي من وجهة نظري وبدون تنظير هو الفقر.. فلو ناقشنا القضية بموضوعية وبشكل عملي وبالارقام نجد ان حياة الاسر التي تلجأ الى العنف حياة لا تطاق بكل المقاييس حيث ينقصها الكثير والكثير من مقومات الحياة التي تضمن للانسان ان يحفظ كرامته لا بل وما يسد رمقه، ويبقيه على قيد الحياة بصحة وعافية. فلو أخذنا على سبيل المثال اسرة دخل من يعيلها 2000 ريال شهرياً (وهم كثر) لوجدنا ان صاحب هذا الدخل لا يستطيع السكن الان في الأحياء الشعبية والعشوائية حيث ان ايجار الشقة المكونة من غرفتين في أحياء الدخل المحدود يتراوح ايجارها ما بين 10000 - 15000 ريال سنويا. هذا من حيث المسكن اما من حيث المأكل والمشرب نقول ان الاسرة المكونة من أربعة اشخاص تأكل على أقل تقدير وجبة افطار مؤلفة من الخبز والجبن والشاي بحوالى 5 ريالات ووجبة غداء مكونة من دجاجة واحدة مع الأرز بحوالى 15 ريالاً والعشاء مثل وجبة الافطار لوجدنا ان تكاليف هذا الغذاء الذي ينقصه الكثير من مكونات الوجبة الغذائية المثالية مثل الخضار والفاكهة سوف يكلف 750 ريالا وايجار البيت يكلف 600 ريال على اقل تقدير فيكون المسكن والمأكل والمشرب يكلف 1350 ريالا فماذا تبقى من الراتب لدفع الكهرباء والماء والمواصلات هذا ولم نحسب احتياج الأسرة من الصابون لغسل الملابس وتنظيف المنزل.. الخ. ولم نعمل حساب معدات النظافة الشخصية لافراد الاسرة الضرورية.. وبهذه الحسبة البسيطة وجدنا ان راتب رب الأسرة لا يغطي التكاليف الضرورية فما بالكم بتكاليف التعليم وبتكاليف شباب او شابات يطالبون بحقهم بالاستمتاع بحياة أفضل، بسيارة بملابس.. بمصروف يد.. فمن اين للأب ان يقوم بتوفير هذه الطلبات ودخله مكانك سر، او انه ربما أحيل الى التقاعد ونزل معدل راتبه الى النصف أو الثلاثة ارباع على أعلى تقدير فمن اين لهذه الاسرة أن تعيش بسلام؟ لا والف لا فهناك الكثير من التذمر وعدم الرضا من جميع الأطراف وهذا التذمر يؤدي الى الشجار الدائم وفلتان الأعصاب واللجوء الى العنف من قبل جميع افراد الأسرة وتكون ردة الفعل اعنف من رب الأسرة الذي يريدون تحميله فوق طاقته وهو لا يملك شروى نقير! فتكون النتيجة ليس العنف فقط بل الطرد والقذف الى المجهول. ونتحدث بعد ذلك عن حقوق المرأة وحقوق الطفل وأريد حلاً؟ ان الخطأ يقع على رب الأسرة لأنه اغلق المنزل على الزوجة وابنائها وحبسهم في حدود دخله المحدود فلا هو استطاع ان يلبي احتياجاتهم الضرورية ولا هو تركهم يعملون او حتى الأم على اقل تقدير لتساعده على تحمل نفقات الاسرة فهو مثله كمثل المرأة التي حبست الهرة ودخلت فيها النار فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. نخلص الى ان الفقر بدون شك هو السبب المباشر للعنف الأسري وانه السبب المباشر خلف نشوء الاحياء العشوائية والمنازل الشعبية غير الصحية التي تؤجر بأقل سعر ممكن وانه السبب المباشر خلف البقالات ومحلات الاغذية في الاحياء الفقيرة التي تسوق البضائع الفاسدة والاغذية المنتهية الصلاحية.. وهو السبب المباشر وراء امكانية اغراء الابناء بالانحراف بجميع اشكاله من تسويق وترويج مخدرات الى سرقات الى التدريب على الاعمال الارهابية . الى انتشار الامية ورفع معدلاتها فاذا كانت الاسرة لا تستطيع توفير المأكل والمشرب فكيف تستطيع أن توفر التعليم حتى وان كان مجانا.. ألا يحتاج من يذهب الى المدرسة الى ملابس مناسبة؟ ألا يحتاج الى مواصلات؟ ألا يحتاج الى مصروف يد؟ ألا يحتاج الى مواد يلزم الاساتذة الطلاب بإحضارها؟! هذا ولم نتعرض الى الاباء الذين لديهم امكانيات ولكن يبددون تلك الامكانيات على متعتهم الخاصة منها الزواج بأكثر من زوجة مع إهمال الزوجة الأولى وابنائها وتركها بدون نفقة؟ وربما يطبق نفس الشيء على الزوجة الثانية والزوجة الثالثة طالما انه انسان ليس له ضمير!! ان هذا النوع من الاباء للاسف الشديد موجود في مجتمعنا الاسلامي الذي يدعو الى العدل بين الزوجات وبين الابناء، مجتمع يدعو الى الحق والى القسط؟؟ ونسأل كيف نحارب ونكافح هذه الظواهر السلبية؟ كيف نعطي للأم حقها؟ والاطفال حقوقهم من آباء لا يشعرون بالمسؤولية ومع ذلك فهم لهم الولاية الكاملة على الابناء؟ كيف نحمي الابناء من طلب ضم الابناء الى أب لا ينفق على الابناء وهم في احضان والدة تحميهم؟ انهم لا يطلبون ضم الابناء محبة فيهم بل انهم يتهربون من نفقة الابناء وهم في حضانة الأم؟ ما مصير هؤلاء الابناء؟ هل يستطيعون العيش مع زوجة الأب؟ هل زوجة الأب ستتحملهم؟ النتيجة المطالبة بالحقوق عن طريق الاساليب العصبية والاستفزازية ورد الفعل على ذلك هو اللجوء الى الضرب والطرد. على القضاء ان ينظر بعين الاعتبار الى الظروف التي ترى فيها الاطفال حين يحاكمهم على جرائم اجبروا على ارتكابها؟ على القضاء ان ينظر بعين الاعتبار في قضايا الضم ومن المستحق ان يقوم على تربية الابناء هل هي الأم التي قامت ومستعدة للقيام برعايتهم أم الاب الذي يريد ان يهرب من النفقة؟ هذا ان كان هو يدفعها للأم؟ أيتها الولاية كم من الظلم يرتكب باسمك؟ لقد شعرت بغبطة عندما قرأت عن الدراسة التي اجراها الباحث طعيس بن مشلش المقاطي لنيل درجة الدكتوراة من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بعنوان (أساليب التنشئة الاجتماعية في ضوء الخصائص الأسرية). دراسة ميدانية على الاسر السعودية في مدينة الرياض، والتي خلص فيها الى ان الاباء الذين يسكنون اسرهم في شقق اكثر استخداما لاساليب القسوة والاهمال والحماية الزائدة والتفرقة بين الابناء وان الامهات اللواتي لا يعملن اكثر استخداما لاساليب العنف والتفرقة بين الابناء وهؤلاء على عكس الاباء الذين لديهم عدد اقل من الابناء فهم اكثر استخداما لاساليب المرونة والاهتمام والعدل بين الابناء.. وان الاباء الذين عدد زوجاتهم اقل اكثر استخداما لاساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل في تنشئة الابناء.. كما ان الآباء الذين دخلهم الشهري اكثر هم اكثر استخداما لاسلوب المرونة .
وان الاباء الذين يسكنون اسرهم في فيلات اكثر مرونة في تنشئة الابناء. ان هذه الدراسة تؤكد ما ذهبت اليه وهو ان الفقر السبب الرئيسي والمباشر وراء العنف الاسري والقذف بالأبناء الى المجهول.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط
أ. د. عائشة أبوالجدايل
هذه الدراسة تؤكد ما ذهبنا إليه وهو ان الفقر هو السبب الرئيسي والمباشر وراء العنف الأسري والقذف بالأبناء إلى المجهول..
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن العنف الأسري وهذا مؤشر جيد يعني ان المجتمع أخذ ينظر بعين الاعتبار الى الموضوع وانه يبحث عن حل لتلك الظاهرة التي نتج عنها سلبيات اجتماعية كثيرة وأهمها هروب الأبناء من المنزل.
والسبب الرئيسي من وجهة نظري وبدون تنظير هو الفقر.. فلو ناقشنا القضية بموضوعية وبشكل عملي وبالارقام نجد ان حياة الاسر التي تلجأ الى العنف حياة لا تطاق بكل المقاييس حيث ينقصها الكثير والكثير من مقومات الحياة التي تضمن للانسان ان يحفظ كرامته لا بل وما يسد رمقه، ويبقيه على قيد الحياة بصحة وعافية. فلو أخذنا على سبيل المثال اسرة دخل من يعيلها 2000 ريال شهرياً (وهم كثر) لوجدنا ان صاحب هذا الدخل لا يستطيع السكن الان في الأحياء الشعبية والعشوائية حيث ان ايجار الشقة المكونة من غرفتين في أحياء الدخل المحدود يتراوح ايجارها ما بين 10000 - 15000 ريال سنويا. هذا من حيث المسكن اما من حيث المأكل والمشرب نقول ان الاسرة المكونة من أربعة اشخاص تأكل على أقل تقدير وجبة افطار مؤلفة من الخبز والجبن والشاي بحوالى 5 ريالات ووجبة غداء مكونة من دجاجة واحدة مع الأرز بحوالى 15 ريالاً والعشاء مثل وجبة الافطار لوجدنا ان تكاليف هذا الغذاء الذي ينقصه الكثير من مكونات الوجبة الغذائية المثالية مثل الخضار والفاكهة سوف يكلف 750 ريالا وايجار البيت يكلف 600 ريال على اقل تقدير فيكون المسكن والمأكل والمشرب يكلف 1350 ريالا فماذا تبقى من الراتب لدفع الكهرباء والماء والمواصلات هذا ولم نحسب احتياج الأسرة من الصابون لغسل الملابس وتنظيف المنزل.. الخ. ولم نعمل حساب معدات النظافة الشخصية لافراد الاسرة الضرورية.. وبهذه الحسبة البسيطة وجدنا ان راتب رب الأسرة لا يغطي التكاليف الضرورية فما بالكم بتكاليف التعليم وبتكاليف شباب او شابات يطالبون بحقهم بالاستمتاع بحياة أفضل، بسيارة بملابس.. بمصروف يد.. فمن اين للأب ان يقوم بتوفير هذه الطلبات ودخله مكانك سر، او انه ربما أحيل الى التقاعد ونزل معدل راتبه الى النصف أو الثلاثة ارباع على أعلى تقدير فمن اين لهذه الاسرة أن تعيش بسلام؟ لا والف لا فهناك الكثير من التذمر وعدم الرضا من جميع الأطراف وهذا التذمر يؤدي الى الشجار الدائم وفلتان الأعصاب واللجوء الى العنف من قبل جميع افراد الأسرة وتكون ردة الفعل اعنف من رب الأسرة الذي يريدون تحميله فوق طاقته وهو لا يملك شروى نقير! فتكون النتيجة ليس العنف فقط بل الطرد والقذف الى المجهول. ونتحدث بعد ذلك عن حقوق المرأة وحقوق الطفل وأريد حلاً؟ ان الخطأ يقع على رب الأسرة لأنه اغلق المنزل على الزوجة وابنائها وحبسهم في حدود دخله المحدود فلا هو استطاع ان يلبي احتياجاتهم الضرورية ولا هو تركهم يعملون او حتى الأم على اقل تقدير لتساعده على تحمل نفقات الاسرة فهو مثله كمثل المرأة التي حبست الهرة ودخلت فيها النار فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. نخلص الى ان الفقر بدون شك هو السبب المباشر للعنف الأسري وانه السبب المباشر خلف نشوء الاحياء العشوائية والمنازل الشعبية غير الصحية التي تؤجر بأقل سعر ممكن وانه السبب المباشر خلف البقالات ومحلات الاغذية في الاحياء الفقيرة التي تسوق البضائع الفاسدة والاغذية المنتهية الصلاحية.. وهو السبب المباشر وراء امكانية اغراء الابناء بالانحراف بجميع اشكاله من تسويق وترويج مخدرات الى سرقات الى التدريب على الاعمال الارهابية . الى انتشار الامية ورفع معدلاتها فاذا كانت الاسرة لا تستطيع توفير المأكل والمشرب فكيف تستطيع أن توفر التعليم حتى وان كان مجانا.. ألا يحتاج من يذهب الى المدرسة الى ملابس مناسبة؟ ألا يحتاج الى مواصلات؟ ألا يحتاج الى مصروف يد؟ ألا يحتاج الى مواد يلزم الاساتذة الطلاب بإحضارها؟! هذا ولم نتعرض الى الاباء الذين لديهم امكانيات ولكن يبددون تلك الامكانيات على متعتهم الخاصة منها الزواج بأكثر من زوجة مع إهمال الزوجة الأولى وابنائها وتركها بدون نفقة؟ وربما يطبق نفس الشيء على الزوجة الثانية والزوجة الثالثة طالما انه انسان ليس له ضمير!! ان هذا النوع من الاباء للاسف الشديد موجود في مجتمعنا الاسلامي الذي يدعو الى العدل بين الزوجات وبين الابناء، مجتمع يدعو الى الحق والى القسط؟؟ ونسأل كيف نحارب ونكافح هذه الظواهر السلبية؟ كيف نعطي للأم حقها؟ والاطفال حقوقهم من آباء لا يشعرون بالمسؤولية ومع ذلك فهم لهم الولاية الكاملة على الابناء؟ كيف نحمي الابناء من طلب ضم الابناء الى أب لا ينفق على الابناء وهم في احضان والدة تحميهم؟ انهم لا يطلبون ضم الابناء محبة فيهم بل انهم يتهربون من نفقة الابناء وهم في حضانة الأم؟ ما مصير هؤلاء الابناء؟ هل يستطيعون العيش مع زوجة الأب؟ هل زوجة الأب ستتحملهم؟ النتيجة المطالبة بالحقوق عن طريق الاساليب العصبية والاستفزازية ورد الفعل على ذلك هو اللجوء الى الضرب والطرد. على القضاء ان ينظر بعين الاعتبار الى الظروف التي ترى فيها الاطفال حين يحاكمهم على جرائم اجبروا على ارتكابها؟ على القضاء ان ينظر بعين الاعتبار في قضايا الضم ومن المستحق ان يقوم على تربية الابناء هل هي الأم التي قامت ومستعدة للقيام برعايتهم أم الاب الذي يريد ان يهرب من النفقة؟ هذا ان كان هو يدفعها للأم؟ أيتها الولاية كم من الظلم يرتكب باسمك؟ لقد شعرت بغبطة عندما قرأت عن الدراسة التي اجراها الباحث طعيس بن مشلش المقاطي لنيل درجة الدكتوراة من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بعنوان (أساليب التنشئة الاجتماعية في ضوء الخصائص الأسرية). دراسة ميدانية على الاسر السعودية في مدينة الرياض، والتي خلص فيها الى ان الاباء الذين يسكنون اسرهم في شقق اكثر استخداما لاساليب القسوة والاهمال والحماية الزائدة والتفرقة بين الابناء وان الامهات اللواتي لا يعملن اكثر استخداما لاساليب العنف والتفرقة بين الابناء وهؤلاء على عكس الاباء الذين لديهم عدد اقل من الابناء فهم اكثر استخداما لاساليب المرونة والاهتمام والعدل بين الابناء.. وان الاباء الذين عدد زوجاتهم اقل اكثر استخداما لاساليب المرونة والاهتمام والاتزان والعدل في تنشئة الابناء.. كما ان الآباء الذين دخلهم الشهري اكثر هم اكثر استخداما لاسلوب المرونة .
وان الاباء الذين يسكنون اسرهم في فيلات اكثر مرونة في تنشئة الابناء. ان هذه الدراسة تؤكد ما ذهبت اليه وهو ان الفقر السبب الرئيسي والمباشر وراء العنف الاسري والقذف بالأبناء الى المجهول.
الأعضاء فقط هم الذين يستطيعون مشاهدة الروابط