مقال رقم 4
13-07-2005
كتاب الدولة المارقة كيف نتعامل معه ؟
د.يوسف محمد علي السعيد
كتاب [ الدولة المارقة ] لمؤلفة ويليام بولم RAGUE STATE/ BY: William wlum كتاب صادر عن دار zed book ببريطانيا. قام بترجمته المجلس الأعلى للثقافة في مصر , وقامت مجلة المجتمع الكويتية في عددها 1565, 25 جماد الآخرة – 2 رجب 1424هـ بعرض لهذا الكتاب. هذا الكتاب أجاد في حصر مخالفات الإدارات الأمريكية المتلاحقة وتوثيقها .
نحن هنا لن نتعرض لمحتويات الكتاب بقدر ما نقدم بعضا من التوصيات لعدة جهات مسئولة في كيفية الاستفادة من الكتاب, وهو نوع من المدافعة الإعلامية التي يجب علينا كعرب ومسلمين أن لا تضيع علينا أي فرصة لتوضيح الحقائق للعالم وللمغرر بهم من تلك الدولة المارقة أو من خارجها .
التوصيات :
1- يمكن لكل فرد أن يقتني هذا الكتاب ويحتفظ به كوثيقة سيحتاجها بشكل مستمر ما دامت تلك الدولة المارقة لم تعدل من سلوكياتها الإجرامية واتهامها للآخرين بما هي واقعة به .
2- يمكن لمراكز الدعوة والإرشاد ومراكز توعية الجاليات في البلاد الإسلامية , ووزارات الشؤون الإسلامية ، ووزارات الحج والأوقاف ، والجامعات العربية والإسلامية والجامعة العربية ، أن تجتهد في الحصول على كميات كبيرة من الكتاب ، وتقوم بتوزيعه على أفراد الجيش الأمريكي والبريطاني في العراق وفي أفغانستان وفي ليبيريا , وفي أي موقع يتواجد في أفراد هذا الجيش ، وكذلك أفراد الجيش الأمريكي داخل الولايات المتحدة نفسها ..
إن ذلك أسلوب من أساليب الدعوة حيث أن الشهادتين تبدأ بـ لا : لا إله , ثم إثبات, إلا الله. فهذا الكتاب يخدم صدر الشهادتين الذي هو لا إله. ويمكن أن يرفق مع هذا الكتاب المناسب من كتب الإثبات .
3- يمكن للجاليات الإسلامية في الغرب أن تتوسع في نشر هذا الكتاب على المستوي الفردي وعلى المستوي المؤسسي , نشره في أوساط أفراد المجتمع الأمريكي, على المكتبات الأمريكية , على دوائر القرار في ذلك المجتمع صغيرة كانت أم كبيرة , على أفراد الجيش الأمريكي هناك .
4- يمكن نشره بشكل خاص في أوساط أفراد الشرطة الدولية .
5- يمكن للمواقع على الشبكة أن تعرض هذا الكتاب في منتدياتها ، وتطالب الزوار بالحصول على الكتاب ثم يبدؤون بالتطارح حول محتوياته .
6- يمكن للمراكز الثقافية والشبابية والمراكز الصيفية والنشاطات المدرسية ألا صفية أن تطرح هذا الكتاب كمسابقة ثقافية يقدم لها بأسئلة حول محتويات الكتاب .
7 - ويمكن التعامل مع هذا الكتاب بصور أخري قد تحضركم ولا تحضرني الآن .
التوقيع : مكتب الاتزان ألمفاهيمي بالجامعة الإسلامية للعلوم الإنسانية والاجتماعية .
مداخلاته :
س - هل تعتقد أن الكتاب سيمحى ما شربه الغربيين من إعلامهم بشكل عام في النظرة السلبية اتجاهنا والتفاخر بإيجابية تقدمهم ومثاليته وبدولتهم الملائكية ؟!
ج:- بتأكيد أخونا الكريم .
لاحظ إن أفراد المجتمع الأمريكي ليسوا بمستوي واحد من النظرة السلبية لنا نحن العرب والمسلمين . فهم يقعون في مستويات متعددة وكثيرة جداً فمن سيصله الكتاب سيقدمه خطوة أو خطوات إلى الصورة الصحيحة عن الواقع العالمي ككل , أينما كان موقعة فالكتاب معلومة بمحتوياته وهذه المعلومة حتما لها أثرها قل أم كثر. انظر إلى الذين يسلمون منهم , اتضحت الصورة لديهم فخرجوا من عباءة قومهم إلى الحق المبين .
يمكنك أيضاً أن تتصور الموضوع بشكل أنهم هم طلبة في جامعة ونحن نريد نخرجهم من واقعهم إلى الواقع الصحيح والتصور الصحيح عن الكون والحياة.
فهذا الكتاب نعتبره أحد المقررات الدراسية التي يجب أن يطلع عليها, ثم نضخ كتابا آخر وبحثا آخر وهكذا حتى نصل به إلى أن يميز بين الحق والباطل , كما يميز الطفل بين الألوان .
هل سيمحى؟ نعم سيمحى جزاً من الباطل التي تشربتها ذاكرته , وقد يمحوا كل الباطل , لذا فإننا بحاجة ماسة إلى كثير من المماحي ولنجتهد في ذلك , فقضية توعية وتثقيف الآخر هو نوعا من غسيل للدماغ إما غسيل سلبي يسير مع توجهات الشيطان وأعوانه أو غسيل ايجابي يتماشى مع توجهات الرحمن ، فالذين اسلموا تم لهم غسيل إيجابي.
والذين تعلمنوا أو كفروا من أبناء جلدتنا تم لهم غسيل سلبي .
إن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ذكر في حديث القلب وعلاقته بعمل الحسنات والسيئات.
فكل حسنة نعملها يقابلها نكتة بيضاء يصطبغ بها قلب ابن آدم , وكل سيئة يعملها المسلم يقابلها نكتة سوداء تصطبغ بقلب فاعلها.
وقد روي لي احد الأصدقاء أن والده كان يملك أرضا مسورة وبها عدد من النخيل , قرر والده بناء مسكن على هذه الأرض , وأثناء عملية البناء أهمل هذه النخيل وسقايتها وتهذيبها , فتجد حوض النخلة ملئ بالإسمنت والخشب و الحصى وغيره من مخلفات العمار.
عندما انتهي والده من بناء مسكنهم , التفت إلى النخيل يفكر أيزيلها أم أن فيها بقية من خير؟ فقرر عدم إزالتها, لكن كيف يعيد إليها الحياة والنضارة والإثمار؟ فكانت الفكرة أن طلع الأب إلى رأس النخلة وبداء يجز من قلب النخلة بعضا من الفسائل التي عادة ما تكون بيضاء ناصعة تحيط بما يسمي قلب النخلة وهو "الجمار" كما نسميه عندنا في السعودية , فبداء يسحب من هذه الفسائل ولكنها سوداء , فاخذ يسحب منها حتى بدأت الفسائل البيضاء الناصعة تخرج من قلب النخلة.
وهذا مصداقا لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجدنا قلب النخلة مليء بالنكت السوداء كنتاج للإهمال الذي لاقته النخلة , لكن القلب لما يمت أو يطبع عليه بل فيه بقية من خير. وهكذا قلب الإنسان.
أقول : أن نفس المفهوم يمكن نقلة بتراوح إلى العملية التعليمية التوعوية , فكل معلومة خاطئة تضفي سوادا على عقل الإنسان , وكل معلومة صحيحة تصيب عقل الإنسان وقلبه بنكتة بيضاء ناصعة.
لذا وجب الإكثار من المعلومات الصحيحة التي تضفي على عقل الإنسان النور واليقين , ومع تزايد هذه المعلومات وتراكمها في عقل امرئ ما , نكون قد بلغنا به دلالة الإرشاد, يبقي له دلالة الهداية وهي منحة من الله يهبها للصادقين المخلصين الباحثين عن الحقيقة : {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } ، فالرسل دورهم دلالة الناس دلالة إرشاد لكن ليس بيدهم دلالة الهداية { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم... } وهذه في حق المسلم والكافر .
الموضوع أشعر أنه سيسترسل معي لكن أعتقد أنني أوضحت الأمر بما فيه الكفاية للموضوع الذي نحن بصددة ، لكن هذا لا يمنع من زيادة الحديث إن كان لديك أي تساؤلات أخري تتعلق به أو بالدعوة بشكل عام .