إن علم المعنى يهتم بدراسة بناء الكلمة وتغيرها بالتصريف على نحو ما يجري في المعجمات وما يشبهها من الكتب اللغوية التي تعني بجمع المشتقات والمصادر للمادة اللغوية ، وتعتمد الأوزان ومعانيها وتقلبها في التراكيب ، ولا تدرس الكلمة بمعزل عن السياق ؛ لأن المعنى الدلالي يتأثر بشكل البنية وموقعها في السياق ويرتبط بالجهة النحوية للمفردة ، ؛ لأن المعاني تختلف باختلاف التراكيب تقديماً وتأخيراً وإظهاراً وإضماراً وذكراً وحذفاً وتعريفاً وتنكيراً ، وإن ربط الكلمة بغيرها يضفي عليها خصائص تعبيرية في السياق ، فقد يعبر بها للتفريق بين الذوات والفصل بين المعاني ، كما في أسماء الجنس والأعلام والظروف ، أو يعبر بها لبيان الأحوال التي تكون عليها كما في الصفات ، أو يؤتى بها للنص على نسبة تلك الأحوال إلى الذوات استكمالاً للفائدة ، كما في الأفعال ، أو تكون أداة لربط الحدث بالذات ، كما في الحروف والصيغ .